راشد عبد الرحيم: وإتفرج يا سلام
إسم ساخر لعمود صحفي ساخر وكاتب فنان وساخر هو الاستاذ طلحة الشفيع الذي إختاره الله إلي جواره قبل ثلاثة أيام .
بهذا العمود المتميز جلس صاحبه في مقاعد المقدمة مع عمالقة الكتابة في مرحلة الستينيات وإلي التسعينيات .
إحتل موقعه مجاورا للصحفيين الكبار عبد الرحمن مختار صاحب جريدة الصحافة وشقيقه الكاتب الرياضي حسن واشتهر بين كتابات الدكتور جعفر بخيت وفضل الله محمد والسر قدور و محمد توفيق صاحب ( الجمرات )
اول عهدي به في أيام ثقافية نظمتها جماعة ( ابادماك ) وهي النسخة الثقافية للحزب الشيوعي .
حاضرنا يومها هو و عبد الله جلاب وكيل وزارة الثقافة والإعلام .
لم يكن طلحا ملتزما في الحزب بل كان مواليا .
جمعت بيننا لاحقا جريدة الصحافة وعرفته عن قرب حين عملنا سويا في قسم السكرتارية .
كنا سياسيا علي طرفي نقيض وكان الخلاف سببا في تقارب وإحترام ومودة حيث لمست كرمه وإنسانيته البينة .
يحب بعمق أهل بيته شقيقته سهير التي عملت بإدارة الصحيفة وشقيقه صبري الذي قاده طلحة للمهنة .
لم يكن ما في جيبه له يزدري المال وينفق بسخاء .
كان إذا إحتاج مالا يذهب إلي الخزينة ويصرف راتبي او ما يجده من مخصصاتي للعمل الإضافي لا يستأذنني ولا يفكر في ذلك وقد اذهب للخزينة ويقال لي أن طلحة صرف راتبك .
عندما يتوفر له المال كان يأتيني وإذا وجدني منكبا علي الكتابة يضعه في جيبي او تحت اوراقي .
٠كان إذا لم يتوفر طلبه عن الذي لي عند الصراف فيعلم اني في حاجة فيأتيني قائلا ( لو انا مكانك كنت قطعت عمودك ( إشارات ) ولصقته بشريط حتي يصل بنك فيصل الإسلامي الذي كان علي بعد حوالي خمسمائة مترا وطالبتهم بمنحي شريطا من الجنيهات بطول الأعمدة ) .
عرف بسخرية لاذعة كان هو والمرحوم الدكتور تيتاوي من اشهر كتاب الهلال الذي نال هزيمة نكراء يوما من نده المريخ فخرجت الجماهير من الإستاد إلي دار الصحافة تقصد طلحة وإلي الايام تقصد تيتاوي وكانت تهتف ( طلحة الشين دخلت بوين ، تيت تيت تيتاوي بليد ) فخرج للجماهير وصعد علي ظهر عربة وخاطبهم ( أسمعوا انا مقتنع أني شين امشوا اقنعوا تيتاوي انه بليد ) فتفرقت الجماهير ضاحكة .
إشتهر بإطلاق تسميات تشتهر بعدها فقد سمي رئيس الهلال طه علي البشير ( بالحكيم ) والطيب عبد الله ( البابا ) . سمي الشاعر الحلنقي بما هو مشهور به حتي الآن ( رئيس جمهورية الحب ) .
الكتابة عنه لا تمل والمساحة لا تسمح .
غفر الله له وطيب ثراه فقد كان من جيل العمالقة في تأريخ الصحافة السودانية .
راشد عبد الرحيم