عالمية

سعر الدولار في مصر يقترب من الـ50 جنيها.. ما علاقة إيران؟

قفز سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، ليقترب من حاجز الـ50 جنيها، على خلفية تخارج مستثمرين أجانب من السندات وأذون الخزانة الحكومية ما شكل ضغطًا على الجنيه المصري.
يأتي تحرك المستثمرين الأجانب على خلفية تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ما ينعكس على الاقتصاد المصري.
وقفز سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في كافة البنوك بقيم تراوحت بين 30 و60 قرشًا.

سعر الدولار في البنوك
وسجل متوسط سعر الدولار في البنك المركزي 48.72 جنيه للشراء و48.86 جنيهً للبيع، غير أنه قفز في أغلب البنوك متجاوزا حاجز الـ49 جنيها ليستقر في المتوسط ما بين 49.25 جنيه و49.50 جنيه للشراء، أما على مستوى سعر بيع الدولار مقابل الجنيه المصري فقد تراوح السعر بين 49.40 جنيه و49.55 جنيه.
وسجل سعر الدولار في البنك الأهلي المصري مستوى 49.42 جنيه للشراء و49.52 جنيه للبيع.
وتأتي الضغوط على الجنيه المصري مع زيادة الطلب على الدولار، وقال مصرفيون لـ”العين الإخبارية” إن تعاملات البنوك مع بعضها في نظام الإنتربنك شهد طلبًا متزايدا على الدولار، وتجاوزت التعاملات على سبيل المثال أمس حاجز 439 مليون دولار وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 5 أسابيع، مؤكدين أن الزيادة تعادل الضعف وهو ما أدى لتراجع الجنيه المصري.
وارتفع متوسط سعر الدولار على مدار الجلسات الأربعة الماضية بواقع جنيه مقابل الجنيه المصري وفق بيانات البنوك المعلنة.

تخارج المستثمرين
وقال الدكتور أحمد شوقي الخبير الاقتصادي، إن طلبات تخارج المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة والسندات متزايدة على خلفية توترات الأوضاع ومخاوف الجيوسياسية في المنطقة مع التصعيد الإيراني والإسرائيلية.
وتشير بيانات عن خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة مستثمرة في أذون وسندات الخزانة بقيمة تقترب من 5 مليارات دولار على خلفية الأحداث، وكان البنك المركزي كشف في وقت سابق أن الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة المتدفقة لمصر بلغت نحو 21.8 مليار جنيه خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف ليصل إجمالي محفظة الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة إلى 35.4 مليار دولار بنهاية أبريل/ نيسان الماضي .
وأقبلت الحكومة المصرية على خطوة تحرير سعر الصرف ما دفع بسعر الدولار إلى مستويات 47 جنيها في المتوسط مقابل 30 جنيهًا في السابق، وذلك في مارس/ آذار الماضي.
التوترات الجيوسياسية
قال محمد عبدالعال، الخبير المصرفي، إن زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه خلال آخر 3 أيام جاءت بسبب خروج جزئي للأجانب من أذون الخزانة تحت ضغط زيادة التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
وأوضح أنه في حال استمرار التوترات الجيوسياسية ستزيد الضغوط على الدولار مقابل الجنيه كباقي الدول الناشئة الأخرى بالمنطقة.
وذكر محمد شفيع، رئيس قسم البحوث في شركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن استمرار صعود الدولار مقابل الجنيه متوقف على حدة التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
وأكد أن زيادة التوترات الجيوسياسية ستؤدي إلى خروج استثمار أجنبي غير مباشر بشكل أكبر، تخوفا من تبعاتها السلبية “فمن المعروف أن رأس المال جبان”.
وأوضح شفيع، أن خروج الاستثمار الأجنبي حاليا لا يدعو للقلق حيث يسير بشكل طبيعي بشرط استقرار الأوضاع الحالية وعدم زيادة حدة التوترات.
وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خروج استثمار أجنبي من مصر بنحو 22 مليار دولار خلال النصف الأول من 2022 بما تسبب من تفاقم أزمة النقد الأجنبي قبل الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.

العين الاخبارية