منوعات

تعرف إلى الفيلسوف الذي مات من فرط الضحك

يقال إن الموت بسبب الضحك هو شكل نادر للغاية من أشكال الوفاة، وعادة ما يكون نتيجة سكتة قلبية أو اختناق ناجم عن نوبة ضحك شديدة. وقد سُجلت العديد من حالات الوفاة بالضحك من العصور القديمة إلى العصر الحديث. غالبًا ما تُستخدم عبارة “الموت من الضحك” للمبالغة، لكن هذا ما حدث لشخصية شهيرة، وهو الفيلسوف اليوناني خريسيبوس سوليوس، الذي عاش بين 279 و206 قبل الميلاد.

خريسيبوس كان فيلسوفًا رواقيًا من قيليقية، لكنه انتقل إلى أثينا في شبابه، حيث أصبح تلميذًا لكليانثس في المدرسة الرواقية. بعد وفاة كليانثس حوالي عام 230 قبل الميلاد، أصبح خريسيبوس ثالث رئيس للمدرسة، وعُرف بكتاباته الغزيرة وتوسيع المذاهب الأساسية التي وضعها زينون الرواقي، مما أكسبه لقب المؤسس الثاني للرواقية.

برع خريسيبوس في المنطق، نظرية المعرفة، الأخلاقيات، والفيزياء. وابتكر نظامًا جديدًا للمنطق الافتراضي لفهم أفضل للكون ودور البشرية فيه. رغم التزامه برؤية حتمية للقدر، إلا أنه بحث في دور الحرية الشخصية في الفكر والعمل، وآمن بأن الأخلاق تعتمد على فهم طبيعة الكون. كان يدعو إلى التخلص من العواطف الجامحة التي تثبط الروح. بفضله، أصبحت الرواقية واحدة من أكثر الحركات الفلسفية تأثيرًا لقرون في العالمين اليوناني والروماني.

المفارقة العجيبة في وفاة خريسيبوس، هي الموت من فرط الضحك، وهي تبدو مسألة غريبة في كون أن الرجل من أهل الفلسفة الذين عرف عنهم الصرامة والجدية، لكن يبدو أن المنظر الذي شاهده خريسيبوس أثار في نفسه قدراً كبيراً من التعجب أو ربما التأمل العميق الذي قاده نحو ضحك ساخر أودى بحياته المديدة التي قضاها في الفلسفة والعلوم والتأليف.

وتقول حكاية الرواية الشهيرة عن موت خريسيبوس: إن الرجل أثناء جلوسه في الطريق يتأمل الوجود، شاهد حماراً يأكل بعضاً من التين، فصرخ في صاحبه: ماذا يفعل هذا الحمار، لماذا يأكل كل تلك الكمية من التين، وبينما هو يشاهد الحمار يرتوي من الشراب الذي أمامه دخل في نوبة من الضحك المتواصل، ربما بسبب حركات الحمار، حتى مات، لتنتهي بتلك الطريقة الغريبة حياة مفكر كبير كان له أثره في الفلسفة.

6198401.jpeg

صحيفة الخليج