رأي ومقالات

عن الأشوس والمحلل لأفعاله

عن الأشوس والمحلل لأفعاله:
نشرت الغارديان قبل أيام خبرا كذوبا مفبرك نسبت فيه إنتهاكات جنسية قبيحة إلي جنود الجيش السوداني في أمدرمان. لاحقا سحبت الغارديان المقال لعدم صحته واعتذرت لوفد السفارة السودانية.

ما يستفاد من هذا الحدث – إضافة إلي مقالي الأخير – هو أن دعاية الحلف الجنجويدي تنفق أموالا طائلة علي الذراع الإعلامي في خدمتها بهدف تشويه الخصوم – كل الخصوم – بالتزوير والتدليس والاغتيال المعنوي.

ووصول ماكينة الإعلام الجنجويدي لاحد أهم الصحف في العالم لنشر غثاء مخجل في حق الصحيفة دليل علي حجم الإمكانيات المادية والعملياتية لهذه الماكينة.

وفي الحادثة هذه مثال علي إن الحروب الحديثة تحتاج لأقلام تضليل بقدر حاجتها إلي الجنود المقاتلين. وان الجهة التي تدفع للجندي الجنجويدي عيشه وثمن سلاحه وبوته وملابسه هي نفس الجهة التي تدفع لكاتب الدعاية الجنجويدية.

وربما كان كاتب الدعاية والباحث المتعلم أشد سقوطا من الجندي الجنجويدي النهاب المغتصب ببساطة لان الجندي وجهه واضح وعاري ولا يدعي الفضيلة واهم من ذلك أنه “فازع الحراية” يخاطر بحياته وسلامته كل لحظة في سبيل جرمه. أما الكاتب فلا يغامر بشيء ويمارس نفاق يكشف تدني مهارات إبليس وهو جالس تحت مبرد هواء تدور محركاته بالطاقة النظيفة المولدة من دماء الضحايا ورياح صرخات المغتصبات.

معتصم اقرع