شكرا لشعب وحكومة ورئيس أريتريا

شكرا لشعب وحكومة و رئيس أريتريا
إريتريا تاج راسنا
ما ساذكره هو من أرض الواقع حيث أمضيت ٥٠ يوما بالتمام والكمال في اسمرا في طريقي إلى السعودية…
اولا: منذ أن وصلت الحدود بالبر الي ان وصلت تسني و من ثم اسمرا إلى أن غادرت إريتريا جوا الي جدة لم ادفع و لا اي أحد من المرافقين لي فلسا واحدا للحكومة الارترية… و لا فلس واحد. !!!!
– تأشيرة الدخول إلى إريتريا في الحدود مجانا
– إذن السفر من تسني الي اسمرا مجانا (يتم استخراجه من ادارة الجوازات و الهجرة)… مجانا
– تمديد الإقامة عند السفر بعد مضى الشهر الأول مجانا (يتم التمديد من ادارة الجوازات و الهجرة )… مجانا
– المغادرة مجانا.
كل هذه الخدمات تقدمها الدول بمقابل مالي (رسوم) بما في ذلك السودان و إريتريا نفسها، و لكن تقديرا للظروف الحرب التي خلقت وضع استثنائي للشعب السوداني تخلت الحكومة الارترية عن حقها في تحصيل هذه الرسوم دعما مباشرا للشعب السوداني…..
منْ مِن الدول التي تدعي الأخوة و الجوار فعلت ذلك … بل بعض الدول زادت و ضاعفت هذه الرسوم على السودانيين بعد الحرب؟؟؟
ثانيا: قامت دولة إريتريا باستضافة السودانيين (الآلاف منهم) في اسمرا في 5 مراكز إيواء مجانا، ليس استضافة ماوي فحسب و لكن استضافة ماوي و إطعام، ليس مجرد اطعام رخيص و لكنه اطعام ذبائح (يوميا) وهذا الكلام ليس من باب المبالغة و لكنها الحقيقة التي عشتها يوميا خلال 50 يوم، حدث هذا في جميع مراكز الإيواء الخمسة، خاصة في شهر رمضان.
مراكز الإيواء تابعة للحكومة الارترية و ليس للسفارة السودانية اي دور، و لا حتى دور المبادرة، الامر تم بمبادرة من الحكومة الارترية و اشرافها المباشر في غياب تام للسفارة السودانية.؟؟؟؟
ثالثا : تعرضتُ لوعكة صحية اجبرتني للذهاب الي مستشفى حاس حاس في اسمرا و كنت البس الجلابية السودانية، اقبل على طبيب ارتري و استقبلني بحفاوة لم أرى مثلها في اي بلد و قال لي بالحرف الواحد (عندنا توجيهات من سلطات عليا لعلاج السودانيين مجانآ)، و ظننت ان ذلك فقط للاستشارة الطبية و لكنه أكد لي ان الامر يشمل أيضا الأدوية و الفحوصات الطبية و فعلا أُجريت لي فحوصات في العين و الدم مجانا كما تحصلت على أدوية تكفيني لمدة ٤٥ يوم مجانا.
في هذا الشأن تم معاملة السوداني معاملة موظف الدولة الارترية، بينما يقوم منسوبي القطاع الخاص من الارتريين انفسهم بدفع رسوم العلاج… هذا موقف عظيم و نبيل من الحكومة الارترية… أمر في غاية النبل ان تقوم دولة بعلاج رعايا دولة أخرى مجانا، هذا لا يمكن أن يحدث في اي ركن من أركان هذا الكون، انها ارتريا مع الشعب السوداني في محنته.
خامسا: الاطعام الذي ذكرته انفاً كان من افراد محسنين ارتريين و من منظمات طوعية ارترية (بالمناسبة ارتريا لا توجد بها أي منظمات أجنبية؟؟)
سادسا : طيلة 50 يوما امضيتها في ربوع إريتريا لم أشاهد ارتريا واحدا يتنمر علي سوداني واحد، بينما شاهدت أكثر من مرة القائم بالأعمال في سفارة السودان يتنمر و يتطاول على سودانين في اعمار ابيه، انه امر محزن !!!
سابعا : الحسنة الوحيدة التي قدمتها السفارة السودانية في اسمرا لرعاياها هي التوثيق المجاني للمستندات المطلوبة للحصول على تأشيرة السعودية، فيما عدا ذلك لم يكن للسفارة اي دور يذكر في حل مشاكل السودانيين (نساء و شيوخ و أطفال و مرضي) الذين كانوا يضجون بالشكوى و المعاناة.
تخيلوا معي… أمضيت 50 يوما في مدرسة السلام و شاهدت العشرات من الحالات المرضية لكبار السن و الأطفال و لم يتكرم اي من أعضاء السفارة بزيارة هذا المركز للوقوف على أحوال رعاياهم، و في المرة الوحيدة التي قيل ان أحدهم تكرم!!! بالزيارة، قال لي ناقل الخبر ( ان منسوب السفارة من عربيتو ما نزل) يعني من الباب ما دخل، هذا غيض من فيض.
نأمل ان نتمكن من تكريم الشعب الارتري و الحكومة الارترية ممثلة بالسفارة الارترية في السودان.
ارتريا حكومة و شعبا دولة جديرة بالاحترام و التقدير، و إقامة علاقه مميزة و متميزة معها هو أقل واجب يفرضه علينا موقفهم النبيل.
بإذن الله لنا عودة
محمد عبدالله همت

Exit mobile version