اقتصاد وأعمالأبرز العناوين

بحثا عن استثمارات خارجية.. أسهم سعودية تنتعش في الصين

شهدت صناديق استثمار جديدة في الصين، تتبع أداء الشركات السعودية الكبرى، إقبالا كبيرا من المستثمرين المحليين خلال الأيام الثلاثة الأولى من طرحها، وسط تراجع الأسواق في البلاد، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

صندوق الاستثمار المتداول، أو ما يعرف بـ “ETFs”، هو أداة استثمارية تتبع أداء سوق أو مجموعة أسواق معينة، مما يوفر للمستثمرين وسيلة سهلة للاستثمار في مجموعة من الأسهم دون الحاجة إلى الاستثمار بشكل فردي. يمكن لهذه الصناديق تتبع مجموعة متنوعة من الأسهم أو السندات أو السلع أو العملات أو الأصول الأخرى.

شهدت قيمة صندوقين متداولين في أسواق الأوراق المالية الصينية “شنغهاي” و”شنتشن”، يتتبعان أداء أسهم شركات سعودية كبرى مثل “أرامكو” و”البنك الأهلي” السعودي، ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 30% خلال الأيام الثلاثة الأولى من التداول بعد إطلاقهما هذا الأسبوع. وتداول الصندوقان لفترة وجيزة بأسعار أعلى بنسبة 20% من قيمتهما، وفقا لمزود بيانات السوق الصيني “ويند”.

أصدر الصندوقان، اللذان يديرهما كل من “تشاينا ساوثرن أسيت مانجمنت” و”هواتاي-بينبريغ إنفستمنت”، بيانات لليوم الثالث على التوالي، الخميس، يحذران فيها المستثمرين من مخاطر التداول. قال كل منهما: “إذا تم التداول بشكل أعمى، فقد يتكبد المستثمرون خسائر كبيرة”، مما أدى إلى انخفاض كلا الصندوقين بنهاية تعاملات الخميس، لكنهما ظلا أعلى بكثير من مستويات طرحهما، وفق الصحيفة.

يأتي الحماس تجاه الأسهم السعودية في وقت تكافح فيه أسواق الأسهم الصينية لجذب الاهتمام، وسط مخاوف من ضعف الاقتصاد المحلي وتراجع الاستهلاك، حتى مع ارتفاع مؤشرات الأسهم في الولايات المتحدة واليابان، وتزايد الآمال بانخفاض أسعار الفائدة العالمية.

وهذا العام، ارتفع مؤشر شنغهاي القياسي بنسبة 0.1 بالمئة، بينما انخفض مؤشر شينزن بنسبة 13 بالمئة، وفقا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن استراتيجي السوق في مجموعة “IG”، جون رونغ ياب، قوله إن “أسواق الأسهم الصينية لا تزال قاتمة وسط الافتقار إلى القناعة بشأن انتعاش اقتصادي مستدام في البلاد”.

وفي وقت سابق من هذا العام، توافد المستثمرون الصينيون على مجموعة من صناديق التداول المتداولة للأسهم الأميركية واليابانية، وسط عمليات بيع في الأسهم المحلية، مما تسبب في وقف عمليات التداول.

وقال محللون، حسب “وول ستريت جورنال”، إن “جزءا من جاذبية صناديق التداول هو أنها واحدة من الطرق السهلة نسبيا للمستثمرين المحليين، للوصول إلى الأسهم الخارجية”.

ونقلت الصحيفة عن مديرة تصنيف الاستثمار السلبي في “مورنينغستار”، جكي تشوي، قولها إن “السوق الصيني لا يزال سوقا مغلقا للغاية. وبالنسبة للمستثمرين الذين يرغبون في تنويع استثماراتهم بعيدا عن الأصول المحلية، لا تزال القنوات محدودة”.

وتأتي صناديق التداول السعودية، التي توفر عرضا غير شائع نسبيا في الصين، وسط تزايد العلاقات التجارية بين بكين والشرق الأوسط، وفق “وول ستريت جورنال”.

ووقعت البورصات في شنغهاي وشنتشن والرياض العام الماضي صفقات لتعزيز نمو أسواق رأس المال في الصين والسعودية، بينما قالت هونغ كونغ في مايو، إنها تخطط لإدراج صندوق استثمار متداول في السعودية لتتبع مؤشرات الأسهم.

الحرة