معتصم أقرع: هكذا تموت الإمبراطوريات

كانت التوقعات منخفضة بشأن المناظرة الرئاسية الأمريكية، لكنها كانت بالأمس أسوأ من أدنى التوقعات.

لم يتمكن النظام السياسي الأمريكي من إنتاج مرشحين باستثناء ترمب البالغ من العمر ثمانية وسبعين عامًا وبايدن البالغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا.

لقد تراجع بايدن عقليا إلى درجة أنه لا يستطيع الذهاب بمفرده إلى المركز التجاري لشراء الحليب لكن مؤسسة الحزب الديمقراطي أصرت على ترشيحه للرئاسة وبالتالي تركه متحكما في مصير الإنسانية بحكم سيطرته على الأسلحة النووية، بجانب سيطرته على تأثير أمريكا الهائل على الاقتصاد العالمي وانهيار المناخ.

ومن ناحية أخرى، فإن ترمب هو مجرم مدان و نرجسي يتحدث لغة مراهقة ويتصرف بطريقة غير منتظمة بشكل خطير ولا يمكن التنبؤ بما سيفعل بالعالم.

ستكون رئاسة بايدن أفضل للشؤون الداخلية وحقوق الأقليات داخل الولايات المتحدة وقضايا المناخ، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن خطر الحرب النووية التي ستقتل معظمنا يكون أعلى مع رئاسة ثانية لبايدن.

في الأصل لم يكن الحزب الديمقراطي يريد مناظرة مع ترمب لأن قادته يعرفون أن بايدن كبير في السن وفي حالة تدهور عقلي.

لكن، خاصة بعد حرب الأراضي المقدسة، انهارت شعبية بايدن في استطلاعات الرأي، وأصبح من الواضح أن ترمب متفوق، ليس لأن موقفه تجاه الشرق الأوسط أفضل، بل لأن شريحة هامة من ناخبي بايدن التقليديين يتخلون عنه.

وهكذا، عندما رأى الديمقراطيون أن ترمب يتقدم في استطلاعات الرأي، وافقوا على إجراء مناظرة على أمل أن يؤدي بايدن أداءً جيدًا، ويثبت أنه ليس كبيرًا في السن، ويعكس الموجة الرافعة لترمب.

كان هذا هو الأمل، لكن أداء بايدن في المناظرة كان كارثيًا بدرجة قف بسبب التدهور العقلي والشيخوخة، لدرجة أن جميع وسائل الإعلام والمعلقين المؤيدين للحزب الديمقراطي تقريبًا أصيبوا بالذعر وطالبوا باستبدال بايدن بمرشح قد يكون قادرًا على التغلب على ترمب.
كان النقاش مثيرًا للشفقة بين رجل شبه خرف وكاذب طفولي نرجسي.

بينما يغلي العالم بسبب الحرارة الناتجة عن انهيار المناخ، والاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى، ويلوح في الأفق شبح حرب نووية، اتهم الرئيس الأمريكي الحالي الرئيس السابق بالنوم مع نجمة بورنو بينما كانت زوجته حامل.

ورد الرئيس السابق الجميل بادعائه أن حزب الرئيس الحالي يؤيد الإجهاض في الشهر التاسع من الحمل والإجهاض بعد ولادة الطفل. يا إلهي، كم من سياسي سوداني يسعدني إجهاضه بعد سنوات من ولادته علي سنة ترمب.

وفي الوقت نفسه، تستمر روسيا في التقدم في أوكرانيا، وتنمو القوة الاقتصادية والتكنولوجية للصين بسرعة فائقة، ويتحول مركز الاقتصاد العالمي إلى آسيا ومجموعة البريكس.
هكذا تموت الإمبراطوريات وتظهر إمبراطوريات جديدة.

معتصم أقرع

Exit mobile version