رأي ومقالات

كيف يشوشون عليك ؟

كيف يشوشون عليك ؟ الحرب النفسية،
لمن لديهم ذاكرة قوية ليست سمكية، في بدايات هذه الحرب، ظهر حساب على تويتر X، يدعي أنه حساب مُحايد ينشر مناطق سيطرة الجيش وسيطرة الميلشيات باحترافية وبخرائط مُحدثة يومياً.

ذلك الحساب تواصل مع عدد من السودانيين والناشطين، ومدوه بطيبة أو سذاجة بالمعلومات، وفعلاً وللهولة الأولى تجد المعلومات فيها كثير من الصحة، لكن ما بين تغريدة وأخرى يدس السم في العسل،

ولأن هنالك كثير من الأجانب المهتمين بالشأن السوداني عرفوا سريعاً ان الحساب موالي لميلشيات آل دقلو، وتم حصاره والضغط عليه وانتهى المطاف بإغلاق الحساب على تويتر، لأنه عمل بتكتيكات مكشوفة في “العمليات المعلوماتية”.

اختفى الحساب وظهرت حسابات أخرى لتقوم بنفس المُهمة، مع تغيير طفيف، بدلاً عن تويتر X، تحول الاستهداف إلى مستخدمي فيس بوك، وواتساب، وبدلاً من مجهول أجنبي، ناشطين سودانين “مفرغين لهذه المُهمة” باعوا نفسهم لشياطين آل دقلو.

في العمليات المعلوماتية، المعلومات المُضللة ليست بالضرورة خاطئة بل أغلبها يُعطي طابع الصحة، ولكنها تُنشر بأسلوب يعمل على “التشويش” على المُتلقي، واللعب على نفسياته ونفسيات الخصم مما يؤدي إلى الإحباط الذي بدوره سلاح فعال ويؤثر في الواقع.

كل ذلك سببه الرئيسي ضعف الاعلام الحربي للجيش ونبهنا لذلك عشرات المرات، الشعب من حقه أن يطلع على المُجريات من الجهات الرسمية، نريد ناطق رسمي – غير نبيل- مفرغ تماماً بزي القوات المُسلحة وبالفيديو، يخرج علينا يومياً أو في اليوم أكثر من مرة، على شاشات التلفاز وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يطلع الشعب على آخر التطورات الميدانية.
‎البعشوم‎