حاج ماجد سوار: بصراحة شديدة
منذ بداية حرب المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية المدعومة إماراتياً على الدولة السودانية لم أكتب عن القوات المسلحة أو القوات الأخرى المساندة لها إلا داعماً و مشجعاً و مثمناً للبسالة و التضحيات الكبيرة التي يقدمها ضباطها و جنودها في جبهات و مسارح العمليات المختلفة ، و لم أُنصِّب نفسي محللاً عسكرياً للتعليق على سير العمليات في أي حالة من حالاتها تقدماً أو تأخراً و ذلك من باب الحرص لأن الكلمة المكتوبة أو المسموعة إذا وقعت في غير موضعها خاصة في ظل ظروف الحرب الشرسة التي تتعرض لها بلادنا من قبل قوى الشر الداخلية و الخارجية لها تأثير كبير و تصب في مصلحة المليشيا !!
لقد تعلمنا من مدرسة القوات المسلحة السودانية العريقة ذات الخبرة الطويلة مبادئ أساسية في إدارة المعارك أهمها :
1/ أن أول خطوة بعد كسب أي معركة هي تعزيز الإنتصار و التي تعني التقدم لعدة كيلومترات في العمق لتحقيق عدة أهداف أبرزها :
– عدم ترك أي مساحة للعدو لإلتقاط أنفاسه و تجميع صفوفه .
– زرع الخوف في صفوف قواته بأنهم مطاردون و ملاحقون .
– تجنب القصف من قبل مدفعية العدو الذي كان متواجداً في المنطقة و يعرف إحداثياتها .
2/ إقامة الدفاعات الحولية و المتقدمة و القيام بالإستطلاع لمعرفة نوايا و خطط العدو .
3/ مراجعة نتائج المعركة و حصر الخسائر و وضع خطة التعويض للقوات و العتاد ثم التخطيط للتقدم .
4/ دفن الشهداء و إخلاء الجرحى و المصابين .
5/ تأمين المؤخرة (الصندوق الإداري) حيث توجد الإدارة ، التشوين ، الطبية و غيرها .
الأمور أعلاه و من الناحية الشكلية تبدو شأناً فنياً بحتاً يخص القوات المسلحة و تقع ضمن مسئوليات القادة الميدانيين و قادة المتحركات في مختلف ميادين المواجهة مع المليشيا ، و لكن لما لها من أثر مباشر على سير العمليات و لأن المعركة لم تعد هي معركة القوات المسلحة وحدها بل هي معركة كل الشعب السوداني ، بات من الواجب أن نقدم النصح و الرأي فيما نعتقد أنه يفيد و يؤدي إلى تحسين الأداء .
المتابع لسير المعارك يلاحظ أنه و منذ بداية الحرب أن المليشيا و في إطار استراتيجية الحرب النفسية إتبعت أسلوب نشر الإشاعات من خلال تصوير مشاهد تمثيلية تظهر تواجدها في بعض المناطق التي لم تدخلها أصلاً أو دخلتها خلسةً بغرض التصوير ، و في كثير من الأحيان تفضح نفسها عندما يتم بث هذه المشاهد قبل التأريخ الذي يفترض أن تبث فيه و الأمثلة على ذلك كثيرة و آخرها الفيديو المسجل من منطقة جبل موية باعتباره حدث بتأريخ 26 يونيو و لكن تم بثه يوم 24 !!
و كذلك إعتمدت المليشيا في إستراتيجيتها على نشر الرعب من خلال بث فيديوهات إعدام الأسرى و قتل المدنيين بدم بارد بل و نشر فيديوهات تظهر جنودها و هم يقومون بعمليات إغتصاب بعض النساء في أماكن مفتوحة !!
من الواضح أن إستراتيجية المليشيا و في أحيان كثيرة كانت تنجح في تحقيق أهدافها ، لذلك كان رد الفعل الطبيعي أن بعض أفراد قواتنا المسلحة و سعياً منهم لدحض شائعاتها و هزيمتها نفسياً أصبحوا يركزون كثيراً على التصوير و البث المباشر أثناء سير المعارك و أحياناً يكون البث قبل إنجلاء المعركة أو بعدها مباشرةً ، و يتساوى معهم في ذلك بعض مساندي القوات المسلحة من المقاتلين و الإعلاميين و ناشطي (السوشيال ميديا) !!
مثل هذا العمل و رغم أنه يتم بحسن نية إلا أنه يتسبب في أضرار عديدة مثل :
– شغل قيادة المتحركات الميدانية عن القيام بترتيبات و اجراءات ما بعد المعركة و التي أوردتها في صدر المقال !!
– كشف مواقع تواجد القوات و عددها و تسليحها !!
– يسهِّل تتبع تحركات القوات المسلحة مع العلم بأن هناك جهات إستخبارية عديدة تقدم الدعم الفني للمليشيا بأجهزة رصد متطورة و حديثة .
– يتسبب في إحباط الشعب السوداني الذي ضحَّى بكل ما يملك مقابل الإنتصار على هذه المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية في حال حدوث أي إنتكاسة و هذا ما حدث بالضبط في مدني و في جبل موية مؤخراً .
من أجل تفادي المخاطر أعلاه و حتى تتمكن القوات المسلحة من أداء واجبها و إكمال مهمتها أرى أنه من الضروري إتخاذ الإجراءات الآتية :
1/ منع إستخدام الهواتف الذكية و الكاميرات أثناء سير العمليات .
2/ أن تكون عمليات التصوير و التوثيق مهمة حصرية لإدارة الإعلام الحربي فقط .
3/ التصريحات و الإحاطات الإعلامية حول سير المعارك هي مهمة حصرية لمكتب الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة فقط .
كذلك يجب على الإخوة الإعلاميين و الناشطين الداعمين للقوات المسلحة أن يلتزموا بالنشر الإيجابي و أن يتجنبوا الوقوع في فخ الأخبار المفبركة التي تنشط في صناعتها غرف المليشيا و جناحها السياسي (قحت/تقدم) .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
26 يونيو 2024
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة