تداعيات موجة الحرارة في الشمالية.. برداً على المانجو ودرساً للعقلية الانتاجية

مع ارتفاع الحرارة التي اجتاحت معظم ولايات السودان منذ شهر مايو ووصلت فيها إلى 47 درجة كحد أقصى، وتعاظمت في الولايات الشمالية والشرقية. إذ بلغت درجة الحرارة 53 درجة في موجة حر هي الأطول والأشد خلال السنين الماضية، واستمرت لأكثر من 30 يوماً، خصوصاً في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والباوقة وشندي.

تصاعدت مخاوف السكان والنازحين من التأثيرات السلبية ومضاعفاتها، مثل أمراض الصيف، واختلطت سخونتها هذا العام بمشاعر مختلفة وغريبة الأطوار، لأنها تزامنت مع موسم حصاد المانجو وتداعيات الحرب بنزوح سكان البنادر مناطق الاستهلاك.

لهيب الشمس مثل ما وقع بردا وسلاما على المزارعين كونه يشكل عاملا مهما في نمو ثمار المانجو، ومرحلة انتقالية تحتاجها الأشجار بمختلف أنواعها،

كانت سياطا من لهب على النازحين والأطفال الذين تساوت أعدادهم مع أعداد السكان حسب آخر إحصائية رسمية، بل تجاوز أعداد السكان في الولاية الشمالية، مما ضاعف من تحديات الخدمات، تحديدا الكهرباء.

موجة الحرارة العاتية فعلت فعلتها في المانجو ووضعت بصمتها في الثمار وعجلت بإنتاجها ربما في غير ميعادها بأيام في مناطق مروي، نوري والقرير وتنقاسي وشندي والباوقة والزيداب بانتاجية غير مسبوقة، تضع الجميع أمام تحديات التسويق بعد أن تحولت الولايات الأكثر استهلاكا مثل الخرطوم والجزيرة ودارفور إلى متاجر افتراضية تباع فيها انواع المانجو.
(المحقق) سجل زيارة إلى مواقع الإنتاج والتقى بعدد من صناع العملية الإنتاجية وخرج بهذه الحصيلة.
تأثير موجة الحرارة
محمد عبد الغني محمد عثمان، أحد ملاك بساتين المانجو بمشروع نوري يقول لـ(المحقق) إن موسم انتاج المانجو هذا الموسم اصطدم بعوامل إيجابية وأخرى سلبية، فقد كان وقع موجة الحرارة قاسيا على الناس بكل مخاطر الصيف من أمراض وبائية والتأثيرات على الخدمات. لكنه جاء في صالح المانجو وحقق إنتاجا مبكرا وكبيرا.
ويشير عبدالغني إلى أن الإنتاج المبكر ربما لايكون في صالح التسويق لأن المانجو ليس مقاوما للحرارة العالية والتخزين، وتتضاعف بذلك تكاليف ومدخلات الحصاد والترحيل إلى الأسواق المستهلكة.
تقليدية الزراعة
ويقول محمد عبدالغني إن زراعة البساتين والفواكه في السودان خصوصا مشروع نوري الزراعي الذي يعتبر من أكبر مشاريع زراعة البساتين في السودان بمساحة الـ 50 ألف فدان تعاني مشاكل عديدة مثلها مثل الزراعة التقليدية التي تفتقر إلى البحوث وتطوير البذور والوقاية النباتية إلى جانب العقلية الفنية التي تحول التعاملات إلى بوابة تحصيل دون النظر إلى المعاملات الفلاحية.

عينات جديدة
ودعا عبد الغني السلطات لإعادة النظر في سياسات زراعة البساتين واجراء دراسات وبحوث للوصول لانتاجية عالية وجيدة مع ضمانات التسويق ومحاولة الوصول إلى عينات جديدة من المانجو والتدريب المستمر للمزارعين.
مواعين التعبئة
اما التاجر صدام عادل عيد المتخصص في بيع مدخلات التسويق من كراتين وأربطة، يؤكد أن الأسعار قد تضاعفت مع تدني سعر الجنيه السوداني أمام الدولار، ومع ذلك فإن هناك اقبالا واسعا لشراء مواعين التعبئة والشحن وعربات الشحن تنقل يوميا كميات كبيرة من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك.

ويرى صدام أن الأسعار تحكمها موازين العرض والطلب، وأن الطلب على المانجو في تصاعد رغم العوامل الخارجية الأخرى وتداعيات الحرب.

أسعار السوق المحلي
ويعزز حديث صدام التاجر المحلي طارق محمد علي بقوله إن الأسعار تشهد ارتفاعا يوميا منذ منتصف يونيو تاريخ بداية الانتاج، وتراوحت أسعار كرتونة المانجو في السوق المحلي بنوري ما بين 6 إلى 9 آلاف جنيه مما يؤكد الإقبال الشديد على الشراء.

نوري – المحقق

Exit mobile version