منوعات

هل الحرب ضد البرهان أم الكيزان؟

إذا كانت الحرب التي تدور في بلادنا ضد واحد من هذين (البرهان أو الكيزان) لكانت توقفت مبكراً، فالكيزان انتهوا وبقي برهان، وهو الذي كان مستهدفاً قبل الحرب بشهور لأنه قائد للجيش السوداني الوطني، فكانت الخصومة والشتيمة للجيش واستهداف قادته، في مقابل تلميع قائد الدعم السريع ليكون قوة موازيه للجيش.

وقد صاحب ذلك محاولات لاعتماد الدعم بواسطة المجتمع الدولي حتى أنه عند الاحتفال بالتوقيع على مبادئ وثيقة الإتفاق الإطاري، كان مقصوداً أن يوقع كل من البرهان وحميدتي كقادة لجيشين، في حضور ممثلي المجتمع الدولي، ودعمت القيادات السياسية للإطاري حميدتي وبدأت تتباهى بأنه حاميها وشرطي المنطقة.

وحين قاموا بالانقلاب في 15 أبريل كان أول المستهدفين البرهان شخصياً وتمّ الهجوم علي مقر إقامته بأكبر قوه قدراً، لأن البرهان بالنسبة لهم شخصية صلبة وقد وقف سداً منيعاً دون الوصول إلى هدفهم الأساسي وهو تدمير الصناعات الحربية التي أزعجت المتآمرين على السودان وخاصة إسرائيل.

لقد سبق للصهاينة أن استهدفوا مصانع اليرموك استدافاً مباشراً، يعتبرون التصنيع الحربي السوداني هو الذي يمد حماس في غزة بالسلاح، لذلك كانت التعبئة ضد الجيش السوداني ومحاولات تشويه سمعته وتلطيخ صورته من قبل ثوار ديسمبر حيث لقنوهم أن الجيش عدوهم وابتدعوا الشعارات التي تهاجم الجيش وتستفز قواته وقادتهم، ثم جاءت مشكلة فض الاعتصام التي كان الهدف منها بث الفتنة بين الثوار والجيش وفعلاً تحمل الجيش تبعات ما حدث برغم أنه لا علاقة له بالأمر، واستمروا في استهداف الجيش وتفكيك شركاته ومصانعه ومؤسساته الاقتصادية، ولكن البرهان كان يقف سداً منيعاً لإبعادهم عن مصانع الجيش الحربية ومنعهم من تدمير الجيش السوداني كما حدث للعراق وليبيا وسوريا واليمن، وعندما فشلت مساعيهم قرروا قتله في 15 أبريل وأصبح هدفاً مباشراً لهم تارة يتهمونه بالعمالة وتارة بالضعف، وعندما فشلوا في هزيمته عسكرياً قتلوا المواطنين في بعض مناطق السودان في قصف علي قرى آمنة بهدف إظهار البرهان بالفاشل عن حماية شعبه، وليتفاعل الشعب بالعاطفة ضد البرهان، ذلك أن استمرار قصف المواطنين عشوائياً وقتل العشرات الأبرياء المقصود منه هو ظهور قائد الجيش وقياداته بالضعف وعدم قدرتها لحماية المواطنين حتى أن البعض طالب بإقالة البرهان ومعه منظومته في القيادة.

وكل ذلك يهدف لتدمير الجيش السوداني، ولكن أفعال المرتزقة هل تؤهلهم لحكم السودان إذا انهزم الجيش لا قدر الله، وآل حكم السودان لآل دقلو.

أخيراً أقول إنه من الواضح أن الثورة سُرقت لصالح الصهاينة وعملاء إسرائيل وتم تحويلها لمعول لهدم الجيش والشرطة والأمن .. أما البرهان فسيظل هو القائد الذي يمثل الجيش وشعب السودان الحر بعيداً عن الاتهامات والانفعالات والتي تأتي بعد كل حادث عاطفياً،
إن الحرب الحالية ليست ضد الكيزان ولا البرهان إنما ضد الجيش السوداني وتماسكه والتفاف شعبه حوله.

رائد (م) حسن محمود
المحقق