في حياتي المهنية كنت شاهد على تمرد المساجين داخل السجون تلاتة مرات .. التمرد الاول كان في سجن كوبر سنة ١٩٩٨ و وقتها كنت بمباحث محافظة بحري و لامن سمعنا بتمرد المساجين داخل سجن كوبر اتحركنا تجاه السجن و لحظتها المساجين كان استولوا على اسلحة نارية من الحرس و اسحلة بيضاء و كان معظم المساجين من اصحاب السوابق الجنائية و فيهم عساكر مفصولين .. المهم جينا لقينا في خلاف بين قادة السجن و بين قادة شرطة العمليات حول كيفية إخماد التمرد و السيطرة على السجن لانو المساجين استلموا السجن من الداخل تماما” ..
قادة السجن كانوا شايفين انو التمرد ده داخل السجن بتاعهم و دي شغلتهم و انهم قادرين يسيطروا عليهو باقل خسائر بس ما عايزين يستعجلوا و ما عايزين اي تدخل من وحدات الشرطة الأخرى و قادة الشرطة العامة الحضروا كقوة مساندة كانو شايفين انو الزمن ما في صالحهم و لازم ناس السجون يتركوا المهمة لقوات العمليات لانو اي تأخير في الحسم ح يجلب ليهم سخط و غضب رئاسة الشرطة و القيادة السياسية ..
ضباط السجون حاولو يقنعو ضباط الشرطة بانو المساجين الجوة ديل محترفين و مافي زول ح يعرف ليهم غير السجانة و خطط السجانة بتعتمد على ( النفس الطويل ) لكن ضباط الشرطة رفضوا و اصرو على تنفيذ خطة اقتحاهم السريع و قد كان .. هاجمت قوات العمليات بوابة السجن الرئيسية و كسروها و بمجرد دخول قائد القوة من بوابة السجن لقى اضانه الشمال وقعت في الارض و عينك ما تشوف الا النور تاني و الخسائر في القوة المهاجمة كانت فااادحة من الثواني الاولى و اضطرت شرطة العمليات للانسحاب تماما و تركوا امر السجن للسجانة و بعد ساعات طويلة بدت خطة السجانة في التنفيذ و في خلال نص ساعة كان كل المساجين مكبلين بالاساور الحديدية و ذي ما ولدتهم امهاتهم في الباحة الخلفية للسجن و انتهى التمرد تماما” .. و ذي ما بيقول المثل دع الخبز لخبازه و لو ياكل نصه .. انت كمجاهد او كمستنفر او كضابط معاشي كانت خدمتك كلها في المؤسسة التعاونية او في مخازن المهمات العسكرية ما ح تفهم يعني شنو حرب مدن .
التمرد التاني الكنت شاهد عليهو هو تمرد قادوه مساجين سجن سوبا و وقتها السجن كان تحت قيادة اللواء شرطة صالح سُلمة و لحظتها اتعلمت يعني شنو قائد شجاع و يعني شنو قيادة و رجالة و دي قصة ح نحكيها لاحقا .. اما التمرد الثالث و برضو كنت شاهد عيان و مشارك في اخماده كان في سجن الهدى و وقتها السجن كان تحت قيادة الفريق شرطة حسن يحيى زكريا ربنا يطراه بالخير و يحفظه وين ما كان .. بعد انقشاع غبار المعركة لقينا الفريق حسن يحيى شايل الكلاش و طالع في البرج فوق .. كان كتف بي كتف معانا .. الزول من شدة رجالته و شجاعته كان شايل في البوكس بتاعو ( كفن و سيف ) و الذكرتهم ديل اشهر ضباط الشرطة المشهود ليهم بالكفاءة و العفة و النضافة و دي يا جماعة قاعدة ثابتة .. اي زول شجاع و ما بخاف الموت لا يمكن انو يكون خائن او فاسد .
احنا دعمنا الغير محدود لمثلث القيادة ( برهان و كباشي و العطا ) بسبب شجاعتهم و صمودهم و صبرهم و خاصة البرهان .. زول قاعد في بيتو هاجموهو الف تاتشر مسلح بجميع انواع الاسلحة و عرضو عليهو صفقات بالمليارات عشان يتراجع و ظل محاصر لاسابيع طويلة و اول ما طلع كانت وجهته الاولى هي خط النار .. شايل كفنو و سلاحو .. تارك اهلو و ابنائه .. و وقت فلذة كبده اتعرض لحادث حركة مدبر بدون شك ظل واقف ذي الاسد على طوله و حايم يتفقد جرحى الجيش في المستشفيات و ابنه راقد جريح في الخارج .. زول دفن كل طاقم حراسته بي يده و دفن اعز و اقرب ضباط ليهو بي يده و قبل يومين سافر و دفن ولده الفي عز شبابه بي يده و رجع وقف ذي الأسد بين قواته .. راجل ذي ده لامن ندعمه و نقيف وراهو بيقولو علينا مطبلين لانو هم شايفينو خائن و جبان لكن ما كانوا شايفين الفريق هاشم عبد المطلب جبان و خائن لامن كان قاعد ذي اخته جنب حميدتي و بيقول انا تعليماتي عند شيخ الجاز و شيخ علي عثمان .
البرهان هو القائد المؤسس .. ايوة المؤسس لانو الجيش السوداني تحت قيادته تمت ولادته من جديد .. جيش جديد غير مؤدلج .. و من هذا التاريخ يبداء الجيش السوداني .
قولوا طبال و قولو علماني و قولوا شيوعي و قولوا جنجويدي .. انا اي حاجة زاتو
نزار العقيلي