💢 سعر صرف الدولار في السودان الي أين؟

خلال الاسبوع الماضي وخاصة الايام القليلة الماضية انتشرت حالة من التوجس بخصوص سعر الصرف ، انا في الواقع ومنذ بداية الحرب اراقب سعر صرف الجنيه السوداني بشي من الحيرة .

قبل الحرب اعتدنا ان يرتفع سعر الصرف بشكل فجائي في شكل موجات (المقصود تنخفض قيمة الجنيه) ب 70% واحيانا 100% خلال الصدمات في ايام قليلة واحيانا لاسباب غير معلومة لكل الناس ، ويمكن الرجوع للبيانات لتتاكد من هذا الامر ، حدث كهذا تكرر تباعا ، حينما اندلعت الحرب والتي تعد اكبر من اي صدمة مرت علي الاقتصاد السوداني في التاريخ كان من المتوقع للجميع ان يؤدي ذلك لتدهور في جميع مؤشرات الاقتصاد الكلي ، من بين هذه المؤشرات بالطبع سعر الصرف ، عدم تمكن الناس من الوصول لارصدتهم في البنوك اخر وصول الصدمة علي سعر الصرف في بداية اسابيع الحرب وايضا التوقعات بانها حرب قصيرة الاجل ، ولكن كاي اقتصادي اخر كنت ادرك ان هناك طلب مكتوم ومؤجل سيؤدي بالضرورة لتدهور سعر الصرف، وبالفعل ظهر هذا الاثر ولكن لم يكن بالقدر المتوقع فحتي بعد مرور ثمانية اشهر لم يرتفع سعر الصرف ب 100% ، ادرك تماما ان انخفاض الطلب علي العملة بغرض الاستيراد اسهم في عدم تدهور قيمة الجنيه ولكن في جانب العرض ايضا حدث انخفاض فالصادرات تقلصت بشكل واضح وتحويلات المغتربين جزء مقدر منها تحول مساره للقاهرة وعواصم اخري.

لو ان احدهم قام بعمل استبيان لمائة شخص من الاقتصاديين ورجال الاعمال والباحثين والمهتمين السودانيين بعد شهر من الحرب واخبرهم بانها ستستمر لعام قادم وستتوسع وان ولاية الجزيرة ستسقط في ايدي التمرد وطلب منهم اعطاء تقديرات سعر الصرف بناء علي هذه المعطيات فان اكثر المتفائلين منهم لن يعطي توقع اقل من 3 الف حسب تقديري الشخصي لذلك اجدني في حالة حيرة من اداء سعر الصرف الحالي.

حاليا لا اتوقع انه لازالت هناك حركة رؤوس اموال للخارج بنفس القدر الذي كانت عليه خلال اشهر الحرب الاولي ، ولا اتوقع ان هناك ارتفاع في الطلب الكلي ، والتغيرات في جانب العرض لا يوجد ما يشير الي انها ستكون بنفس وتيرة الاشهر الماضية ايضا ، ربما هناك طلبية محددة ترفع السعر ولكن علي كل حال لا اعتقد انها تعكس تغير دائم في الطلب الكلي . احوال الميدان العسكرية ايضا تسهم في تغذية التوقعات فحالة الجمود او التراجع للقوات المسلحة ترفع من مستوي حالة عدم التأكد بينما الانتصارات والتقدم تشكل دفع ايجابي لسعر الصرف .
لو انني في موقع الناصح للحكومة لاكتفيت بالتنبيه علي الاقتصاد بقدر المستطاع في الطلب الحكومي علي النقد الاجنبي والاستدانة بالعملة المحلية ، ونقول قدر المستطاع لاننا قادرون علي تصور التحديات المرتبطة بانخفاض الايرادات مع ظهور بنود صرف جديدة متمثلة في دعم المجهود الحربي.

عنوان المنشور يقول سعر الصرف الي اين ولكنني في حقيقة الامر لم اهدف لتقديم توقعات لصعوبتها وانما لتسليط الضوء علي وقائع ربما تجعل الناس اقل توجسا .

مصعب عوض محمدخير

Exit mobile version