♦️الشهيد (احمد يس) حسن باشري :
– بالكاد بلغ تمام العشرين خريف وهو يودع بفرح مخنوق وسط عاصفة من الحُزن اراد ان يغسلها بشبّال وسط الزغاريد والميقات عُرس (بطلقة طائشة في بُطان). احمد يس مستنفر يودع والده للالتحاق بمجموعة تُغادر الي ملحمة الكرامة بالخرطوم فيلّح عليه والده في الطلب الأخير والواجب الأخير بالمشاركة نيابة عنه في زواج إبن خاله المرحوم السر ثمّ يكمل مسيره الي حيث وجهته وميدان القتال . يستجيب علي مضض ولا يرد طلب والده ليكتُب ختام رحلته القصيرة في الحياة .
– خواتيم مارس 2004 م كانت الخرطوم تصلّي صلاةً الغائب بعد الفجر علي استشهاد رمز الامة الإسلاميّة ومؤسس المقاومة الفلسطينية (حماس) الداعيّة (احمد إسماعيل ياسين) .. ما كانت الخرطوم تتثائب وجراح الامة تنزف إلا بعد مداواتها ولا تأوي الي فراشها إلا بعد تغطية الجسد المُنهك من البرد بالخُبز والأغطية والابتسام ..
– عمّي (حسن باشري) يرِن هاتفه فيستأذن للإنصراف بعد محادثة قصيرة وهو يزورني بالاتحاد العام للطلاب بالخرطوم .. (ياود أخوي أنا متوّكل علي موقف شندي) ثمّ قبل أنّ اسأله عن السبب ؛ بصوت صاخِب (جابو لي ولد) وهو يضحك كمن حِيزت له الدُنيا وبين يديه تتوهط القمرا .. (دأسامة بابكر أبواري-الجواري-كان شاهداً علي قصّة الميلاد النسخة الأصليّة بخط اليد .. (ياعم حسن مبروك الفارس عِلا اسمو منو ؟! والله ياود اخوي -أبراي-الخبر جاني معاك لامِن اصل ،، اسامة المسكون بحُب الاقصي مقدّسات ونُسُك ورموز لا يمهله (أنا عندي ليك الاسم (الشهيد احمد يس) وانا اسامة علي خروف السماية ،، الشفيع محمد علي يستهويه جدل المرافعة ضد اسامة (الشهيد احمد يس دا اسم ليهو ضُل خروف واخد ما كفاية ) . فكُتب في عالم الشهادة – الشهيد احمد ياسين حسن باشري وما كُنا نظُنه كُتب في عالم الغيب (ظنّا حسناً في الله ) شهيدا ..
– وكما اخترقت رصاصات الفرح جسده النحيل ومزّقت القلب الراكز باليقين دون إذن ؛ سكنت آلاء الرِضا وفيوضات الايمان قلب والده ووالدته دون ان توجف او حتي ترتبك أركانهم ساعة الفجيعة . تسليما بالقضاء والقدر ؛ وما احمد إلا روح طاهرة وأمانة رُدّت لخالقها .
-عم حسن كان شامخا وهو يعفو بجمال ساحر وزلزلة الموت تاخذ القلوب وتهد عواتي الرجال ؛ ولكم فاتني المشهد السوداني (الأصيل) وهو يصحب (الخلوق مجدي ) ليتقبل معه العزاء (هذا لا يحدث إلا في السودان ).
-رحِم الله الشهيد احمد يس باشري وتقبله في زُمر الشهداء والصالحين وربط علي قلوبنا وإنا لله وإنا إليه راجعون..
عمار باشري