المشاكل الزوجية تتعدد في الوقت الحاضر، وتختلف بين الأسر حسب الظروف الاجتماعية والمستوى التعليمي والفكري، وعوامل أخرى. من بين هذه المشاكل، تبرز مشكلة عدم إتقان الزوجة لفن الطبخ كقضية شائعة. تعتبر هذه المشكلة قاسماً مشتركاً بين الكثير من الأسر، حيث يرى بعض الأزواج أنه لا يوجد عذر مقبول لعدم إتقان الزوجة للطبخ.
من المهم التفكير في أسباب هذه المشكلة والبحث عن السبب الرئيسي وراءها. فالعديد من الرجال لا يتقبلون عدم إتقان الزوجة للطبخ بسبب وجود وسائل تعليمية متنوعة مثل الدروس والفيديوهات والمدارس التي تقدم دروساً في هذا المجال. لذا، يصعب على المرأة اليوم أن تبرر عدم إتقانها للطبخ.
في المقابل، ترى الكثير من النساء بأنه لا حاجة للمرأة اليوم إلى تعلم الطبخ.. وهذا، للكثير من المعطيات، أولها، أن زوج اليوم ليس زوج الأمس الذي يحب الأطباق التقليدية، بل أكلات خفيفة لا تتطلب التعلم، ويمكن له أن يحصل عليها في الشارع أو في مطاعم مخصصة لها. لذا، ترى العديد من النساء بأن عدم إتقان الطبخ ليس بذلك المشكل الكبير الذي يصوره الزوج، بل ووصلت الحال عند العديد من الأسر أن طلقها من أجل هذا، أي يضع الحياة الزوجية في كفة وعدم إتقان زوجته الطبخ في الكفة الأخرى. وهذا، إجحاف في حق المرأة وظلم لها، مادام يستطيع الحصول على ما يريده من أكل من خارج البيت، بل حتى التوصيل له في بيته كما نلاحظه اليوم، على حد تعبير العديد منهن.
لكن، للزوج رأي في هذا الموضوع، بحيث يرى الأزواج، بأنه ليس من العدل أن يأكل خارج البيت خاصة إذا كان يشتغل، ثم في المساء يذهب كذلك للبحث عن الأكل خارج البيت، وهذا أمر غير طبيعي وليس منطقيا أصلا، بل في الكثير من الأحيان، يضطر الزوج إلى أن يطبخ لنفسه ولعائلته، والزوجة تجلس في الأريكة تنتظر ما يقدمه لها.. فهل هذا أمر منطقي ويقبله كل الرجال.
يبدو الأمر ظاهرا عاديا، أي إن الزوجة لا تتقن الطبخ، لكنه يلعب دورا في اجتماع الأسر على مائدة واحدة تكون الزوجة سببا فيه، وهو تقديم أشهى الأطباق من صنع أناملها، وإلا لا يمكن للزوجة اليوم أن تحمل شعار “كل صبع بصنعة”، وهي في الحقيقة لا يمكن لها أن تطبخ أخف الأطباق.
صالح عزوز – الشروق الجزائرية