عوالم عادل الباز تهزم عصر التفاهة
تقديم كتاب تجديف على شواطيء مزهرة
خالد موسي دفع الله
ينعي الفيلسوف الكندي آلان دونو علي العصر الراهن تخليه عن الجوهر وتعلقه بالأعراض، وهو يقول إن انهيار عالم الحرفة والمهنة ليحل محلها الخبراء الذين أبتذلوا قيمة العمل من أجل الزبائنية والتسطيح المعرفي وتسليع الفضاء الثقافي و الحياة اليومية على أسس الشهرة الزائفة والربح التجاري قادت الي ترسيخ عصر التفاهة كأبرز تجليات عصر العولمة الراهن. لكن الأستاذ عادل الباز يهزم عبر عوالمه المدهشة عصر التفاهة ليعيد الإهتمام بالجوهر دون الأعراض، إذ يستحيل الي نحلة تمتص الرحيق، فيخرج لنا شرابا من الابداع والفن والمعرفة مختلف ألوانه. ويتحول الي فراشة كلما حطت علي وردة ازدهت اجنحتها بالحفيف علي حقول الرواية والثقافة و الفن والإبداع.
هذا الكتاب .. غدق إنسان و فنان ومثقف أغدق علينا بالرحيق واصطلانا بالحريق فهو إنسان عندما يكتب بمحبة عميقة عن الأصدقاء والمبدعين، وفنان عندما يستلهم غواية و مخاتلة ربات الفن لأنهن يخطن المحيط بمغزل الدهشة وزهو الجمال، ومثقفاً شاملاً أغرى قارءه بالرحيق و أرتضي لنفسه الحريق لأنه أمتهن الصحافة وهي درب شاق في مقارعة القبح والمساومة لمن أخذها بحقها، و أبى مستنكفاً أن يبيع مواهبه وضميره وعقله للمشروعات الخاسرة، او أن يلّون واجهات الأفق للشاكين من رمد البصيرة و الغباء كما يقول صديقه الشاعر الكتيابي. فهو باحث عن الحقيقة مهما تنكب لها المزالق والطريق لذا إختار ان يكتب عموده الصحفي تحت عنوان
( علي كيفى) وهو أبرز تجليات الإستقلال الفكري و المهني، اذ لم يرتهن قلمه ووعيه لسيفٍ مُرّجب أو نصلٍ مُذّهب اذ لم يكرهه وعيد أو يدنيه إغراء .
بخٍ ..بخٍ يا عادل وحروفك تزهر في سخو الخريف وحر الصيف فتهدينا ورداً لكل الفصول و المواسم و تُساقِط علينا من رطب الحكمة والقول و عمق التجربة الإنسانية والوفاء لأقدار المبدعين و رموز الادب والفن في السودان. والاستاذ عادل الباز كاتب شامل لأن موضوعاته مسرح الحياة وتعقيداتها السياسية والثقافية والإجتماعية ، بعيدا عن التنميط السينمائي والتشخيص الدرامي بأنها صراع بين البطل و الخائن. وهو من كُتّاب الطبقة الأولي في السودان وهى صفة أكتسبها بثقافته الموسوعية ومواهبه المتعددة وجديته و تاريخه المهني الناصع وأياديه البيضاء على النشاط الصحفي و الثقافي في السودان تزينه روح إنسانية شفافة و أسلوب رصين ولغة شاعرة تواقة الي مراقى الجمال من حيث قوتها التعبيرية وأُسلوبها البلاغي و إغترافها من ينابيع القاموس السوداني.
وعادل الباز في مغامراته الابداعية أقرب ما يكون الى الوصف الذي اسبغه علي الشاعر عوض أحمد خليفة الذي ابكي المصلين في خطبة الجمعة. كما أبكاهم في أغانيه التي صدح بها عثمان حسين وغيره من الفنانين مثل عشرة الايام او في بعدك يا غالي لزيدان إبراهيم او غاية الآمال لإبراهيم عوض وغيرها. و عادل الباز الذي برع في المقال السياسي وهو يشخص فشل النخب عبر تجليات الفعل السياسي اليومي، يسرق الدهشة من فيوض إبداعه عندما يكتب عن الأدب و الفن والابداع والثقافة.وهو قمين بإنتزاع الدهشة عندما يغمس ريشته في دفاتر الايام وكر الاحداث ليكتب عن توهج الأمل أكثر من لعن الظلام . كما هو مبدع ايضا في الرواية و التأليف الدرامي و المسرحية. في هذا الكتاب أعاد الاستاذ عادل الباز نشر بعض مقالاته-غير السياسية- التي حملتها الصحف ووسائط النشر المتعددة خلال عقد من الزمان وهي مقالات ضد النسيان تختزن قيمة معرفية مضافة لأنها وليدة التأمل و الانفعال والحس المعرفي و الصيرورة الابداعية. ومن بين آلاف المقالات التي نشرها داخل وخارج السودان اختار الاستاذ عادل الباز بضع وخمسين مقالا في هذا الكتاب. و لعل نهجه في أختيار هذه المقالات دون سواها يعكس حرصه الأتم علي أن توافي غرض التأليف وهو في ظني كتاب من أجل الوعي والجمال و النقد البناءو ينهض بمهمة التثقيف عن انجازاتنا الثقافية وتراثنا الابداعي و التعريف برموزنا . كما يحمل أيضا آراء الكاتب في مخاض الراهن الثقافي والاجتماعي. وما يميز مقالات هذا الكتاب انها تحمل غلالة شفيفة من روح كاتبها . اذ يستحيل ان تسلخ هذه المقالات عن روح كاتبها أو ان تغتال مؤلفها رغم انف المنظر الفرنسي رولان بارت، اذ تبكي وتبتسم و تضحك وتتأمل وتحفل بكل انواع الإنفعالات الإنسانية لقدرته علي تجسيد الحدث وصدقية الوصف و شفافية التناول فهو يأخذك الي شوارع واحياء الدويم، والى القاهرة ولندن وتقف معه علي اعتاب احزانه وهو يشيع رموز الادب والفن في مقابر البكري او تقرأ معه الروايات و الكتب دون ان تحس بالغربة وتشعر بروح الصداقة والإلفة تسري في عروق حروفه، هذه من تجليات روح الكاتب وصدقه الإنساني والفني .
ورغم تعدد موضوعات الكتاب وتنوعها بين النقد الادبي والاستعراض ومراجعة الكتب ودواوين الشعر والرثاء والرواية والأدب والفن و بعض شجون السياسة ، إلا انه يربطها خيط ناظم إذ يستبين نهج الكاتب في طلب الوعي و إشاعة روح الجمال و الإعتزاز بالإنتاج الثقافي الوطني والإحتفاء برموزه مع اطلالة علي بعض المنتوج الثقافي العربي و الاقليمي. و تكشف هذه المختارات عن حقيقة هويتنا الجمالية وصيرورة نشاطنا الثقافي و الفني و رموزنا الابداعية . مادة هذا الكتاب ليست مجرد مقالات وخواطر عابرة كتبت في سياقها التاريخي وفق احداثها من احتفاء ورثاء وتقريظ ومراجعات ونقد وصحافة بل تختزن شفرة خاصة لحظة مخاضها وميلادها وتعكس انفعالات الكاتب ورؤاه الجمالية ورؤيته الموضوعية للأحداث وتوثيقها كأنه يصنع تاريخا موازيا.
ويصدر الاستاذ عادل الباز في هذه المقالات عن منهج نقدي وادبي و رؤية جمالية متميزة، تنطلق كما قال الطيب صالح من قاعدة ( اجمل النقد ما كتب عن حب) . وعادل يكتب عن حب او ما يسميه الفرنجة passion وحسب قولهم فإن كلمة ( باشون) تفيد معني اعمق من التعلق الي مقام الإلفة وهي الترجمة التي استحسنها بروفيسور عبد الله علي ابراهيم نقلًا عن الشاعر الراحل الدكتور محمد عبد الحي. . وللاستاذ عادل اسلوب عُرِف به في الصحافة السودانية فهو فضلا عن البلاغة وحسن التعبير يقوم علي الموضوعية و توخي العدل بإسلوب السهل الممتنع لكن يزينه الصدق الفني في الأدب والإخلاص الوطني في السياسة. ولا غرو في ذلك فهو مثقف موسوعي وأديب وروائي ودرامي وناقد وصحفي شامل يكتب في السياسة والاقتصاد و الأدب والفن وهي صفة تكاد تنعدم في معظم العاملين في حقل الصحافة في الوقت الراهن. اذ عُرف الآباء المؤسسون للصحافة بحذق ضرب واحد من الكتابة خاصة التحليل والمقال السياسي او التخصص في الاقتصاد وغيره، لكن الاستاذ عادل صحفي وكاتب شامل يكتب بذات العمق في السياسة والاقتصاد والادب والفن والثقافة وغيرها لأنه مثقف موسوعي قبل ان يكون كاتبا او صحفيا علي سبيل الاحتراف المهني. و هو في ظني من مدرسة في الصحافة تجمع بين مشاغبات الولد الشقي محمود السعدني ورصانة وعمق محمد جلال كشك رغم افتتان جيله بمدرسة سليم اللوزي في الحوادث اللبنانية.
يعود المخزون الجمالي و الابداعي والثقافي للأستاذ عادل الباز الي ثراء مدينته الدويم أحد أعرق مراكز التعليم في السودان، و الي إنتماءاته الاسرية التي برز منها رموز في الأدب والغناء والثقافة و العمل الوطني الجهير ، والى جامعة الخرطوم موئل النخبة المتعلمة التي تميزت أثناء فترة دراسته بنشاطها الفكري و السياسي و الثقافي، ثم الى وسطيته و اعتداله و ليبراليته في الانفتاح علي روافد و مدارس الفنون و الادب والثقافة والفكر والي عشقه المبكر للصحافة التي اهدته عقلا بحّاثا ونّقابا وفتاشا . وما يميز تجربته الصحفية رغم قلقه الإبداعي أنه خلق نموذجا ناجحا في كل مسئوليات التحرير التي تقلدها منذ صحيفة سنابل الثقافية في أواسط التسعينات ومن ثم الصحافي الدولي ( أجمل مشروعات الشراكة الذكية) ومن ثم تقلد رئيس تحرير صحف الأحداث والرأي العام وصحيفة الخرطوم وغيرها، حتي كتب صديقه مصطفي البطل ان عهده مع عادل الباز ان يكتب معه مهما تنقل بين الصحف ولو وصل به الأمر رئيسا لتحرير احرانوت الاسرائيلية. ورغم تعدد تجاربه الصحفية إلا أنه شديد الاعتزاز بصحيفته ( الاحداث) التي أسسها في العام ٢٠٠٧ ومنها تخرجت اجيال من كبار الصحفيين الذين يملاؤون فضاءات العمل الاعلامي داخل وخارج السودان. وصدقت فيه نبوءة استاذه الدكتور الطيب حاج عطية عندما حدثته نفسه بأكتناز الدراهم والدنانير انه مهما ابتعد عن الصحافة فسيعود اليها . وخاض اثناء مساره الصحفي عشرات المعارك الصحفية لكشف اوكار الفساد ونقد سلوك النخبة السياسية ومنهج تفكيرها فخرج في جلها منتصرا لنفسه ولمهنته وللحقيقة المجردة رغم الاغراءات و التهديد والوعيد.
مناقب الكاتب و مواهبه ومزاياه التي اشرنا اليه باقتضاب هي أيضا شديدة الارتباط بالكتاب، الذي تتنوع موضوعاته لتشمل ستة من ضروب الثقافة والابداع منها النقد الادبي ومراجعة و استعراض الكتب بما في ذلك دواوين الشعر والروايات و مقالات الاحتفاء بالرموز و المبدعين ، اضافة للرثاء وغيره. يتبدى منهج نقده الادبي في تكفيك البنية الاجتماعية والثقافية للنص وكذلك استنطاق النص للكشف عن مخزونه السردي والجمالي وغنائيته في مخاطبة الواقع. عندما كتب مقاله الافتتاحي للكتاب عن ديوان الشاعر إلياس فتح الرحمن ( من يسعف الخيل) قال ” استل الشاعر الياس فتح الرحمن أرق الشعر من زبد الهرج” وهي عبارة غنائية بالغة الدلالة تكشف عن ذائقة جمالية متفردة وحس نقدي رفيع. وهو ذات ما كشف عنه في رثائه الدامع للشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي جعله قيثارة القصيدة المقاومة لأنه ادمن التحريض علي الغضب علي عكس الشاعرين نزار قباني ومظفر النواب الذي استخدم موهبته للعويل والبذاءة وشتائم العرب.
وله في مقالات الرثاء التي احتواها الكتاب أفانين عندما يبكي وردي بين السطور ، ورغم اهتصار الاحزان تكاد تغالبه روح الفنان، اذ قال وهو يصف مراسم تشييع الطيَب صالح الذي قال عنه منصور خالد اننا استودعنا مقابر البكري بام درمان رفاة حلم. في مقالات الرثاء الباكية الدامعة لا يكتفي عادل بالحزن و التعبير عن الفقد بل يجمّل الدنيا بما بقي من الآثار والمآثر والمناقب بثوب قشيب من البلاغة واللغة الآسرة ولا ينتزع رداء الفنان من قلمه فهو يصف التشييع بأنه عبارة عن مسرح كبير اذ يُشّبه اجتماع اهل السودان لدفن الطيب صالح بالملحمة الانسانية في عرس الزين. قال: “داهمتني فكرة عجيبة لماذا لا اسرع الي داخل القبر قبل ان يلج الطيَب صالح الباب حيث المثوي راودتني رغبة ان ازف النبأ لجدي الباز الذي يرقد علي بعد امتار من القبر المفتوح المعد حتي يكرم وفادته ومن ثم اعرج علي قبر صلاح احمد ابراهيم شمالا و علي المك يمينا ولا شك انهما سيسعدان منذ اليوم بأنس شفي”. ويستمر الجرح النازف في رثاء الطيب حاج عطية والموسيقار السني الضوي وزيدان والطاهر ابراهيم و سعد الدين ابراهيم وغيرهم من رموز الادب والفن والابداع. يكتب عن هؤلاء بميسم الحب و الانسانية والتقدير لعطائهم الابداعي وعن حكايا ومؤانسات طافت في الفضاء وليس مجرد رثاء تجريدي بارد يسود الصحف ولا يبّيض الصحائف. كما يكتب في الانسانيات عن صديقه الصحفي والشاعر محمد محمد خير محتفيا بشفائه وعودته الي وطنه وعن آمال عباس الصحفية والسياسية المايوية العتيدة كما يكتب عن الدكتور والصحفي عبد اللطيف البوني ومكي سنادة و التيجاني الحاج موسي وغيرهم بذات الحميمية. لكن مقاله عن هاشم صديق ودفاعه عن حقوق الشعراء في الملكية الفكرية و التأكيد علي حقه كفنان في المشاركة وتقديم الاعمال المسرحية والابداعية تنم عن نبل و استقامة في المواقف. ولعل الاستاذ عادل قد اصابته لعنة التاريخ وهو يحتج ويتأسف علي نبأ مغادرة الاستاذ مكي سنادة الي الدوحة مغاضبا من إهمال الثقافة فإذا به يلحقه لذات الاسباب بعد عقد من الزمان.
قدم الكتاب مراجعات عميقة لبعض الكتب واصدارات الثقافة السودانية منها كتاب الدكتور النور حمد عن مهارب المبدعين ورغم تقريظه لخطة الكاتب ومباحثه و منهجه لكنه يطعن في فرضيته الاساسية ولماذا إتخذ النور حمد ( الانثي ) علة وحيدة لهروب المبدعين؟ كما تساءل لماذا ذات البيئة التي انتجت المبدعين الهاربين أنتجت آخرين لم يمارسوا هروبا؟ . ورغم نقده الحاذق للكتاب إلا انه يعترف أنه من أميز اصدارات الدراسات السودانية مؤخرا. كما اصدر تقديما لسلسلة كتاب ” السودان بعيون غربية” للدكتور محمد هاشم الحامدي كما يستعرض أيضا كتاب زمن وليم اندريه للدكتور حسن الجزولي وكذلك كتاب زاد المبدعين لغناء الشايقية للكاتب والاستاذ محجوب كرار والذي قدم فيه اضاءات كاشفة عن ثقافة المنطقة وتعليلا منطقيا لشجاعة الجعليين التي نسبها لخصائص المكان وليس لجينات وجبِّلة بشرية في طبعهم. أما جوهر الكتاب اضافة لكل ما تقدم فهو النقد الادبي والروائي الذي استغرق ثمانية مقالات. اذ قدم نقدا ادبيا عميقا للروايات التي حازت علي مراكز متقدمة في جائزة بوكر للرواية العربية. ومن نافلة القول التأكيد ان الاستاذ عادل البارا أول من انتبه لصعود الرواية الخليجية ونوه الي اهميتها في سياق تطور الرواية العربية منذ وقت مبكر اذ قدم قراءة لروية الروائي السعودي عبده خال ( ترمي بشرر) عن التشظيات الاجتماعية وكذلك رواية ( ساق البامبو) للكاتب الكويتي السنعوسي عن أزمة الهوية في المجتمعات العربية. كما قدم قراءات عميقة لروايات سودانية منها توترات القبطي للدكتور امير تاج السر الذي إتهمه بالهروب من التاريخ . وكذلك رواية (انا الاخري) للدكتورة ناهد قرناص ورواية (ليتك تعلم) للاستاذة غادة عبد العزيز خالد. كما توقف في رواية (الطلياني) للمبخوت الفائزة بجائزة البوكر العربية والتي تلامس التحولات السياسية والاجتماعية في تونس . كما قدم ايضا رواية قواعد العشق الاربعين للروائي التركي شافاك وغيرها من الروايات. ويعتبر الاستاذ عادل ان الرواية العربية وصلت درجة من النضج استطاعت ان تهز عرش الشعر التاريخي بإعتباره ديوان العرب. يشتمل الكتاب ايضا علي فصل من روايته التي احدثت الضجة ( أيام كارلوس في الخرطوم) و التي اهتمت بها المواقع ودور النشر.
هذا كتاب سكب فيه الاستاذ عادل بعضا من روحه قبل قلمه فأتى وسيما قسيما في معناه و فخيما في مبناه. اذ اشتمل علي قضايا وموضوعات في الادب و النقد وجوانب من الحياة الاجتماعية والثقافية في السودان خلال اكثر من عقد من الزمان. وهو كتاب جدير بالاقتناء وأنس الصحبة ورغم تنوع موضوعاته واتساع قضاياه الا انه قمين بأن يبدد وحشة الطريق و الانتظار ويقدم اضاءات فاحصة في قضاياه وموضوعاته وكذلك قراءات عميقة وممتعة للأحداث والأشخاص من خلال الضحكات المجلجلة والعيون الدامعة كما رسمها الكاتب المبدع عادل الباز.
وهو ليس كتاب للأنس و المتعة فقط بل للتأمل في المآلات والاحوال. هذا كتاب يضيء الطريق في زمن العتمة و هزمت فيه عوالم عادل الباز المتمسكة بالحلم والحقيقة والجوهر عصر التفاهة. وهو عصر كما يقول الفيلسوف آلان دونو يقوم علي التسطيح واستبدال العلماء و الحكماء بالخبراء الذين يعملون لمن يدفع اكثر. هذا كتاب ضد القبح و المساومة، فأغتنمه تربح الأنس و المتعة والصحبة وصداقة كاتب مجيد..
خالد موسي دفع الله