على هامش المعركة: الإحتفاء بالنجوم الحقيقة والخيول الأصيلة..
نهى الكباشي ، شاعرة سودانية ذات طعم خاص ، واستطاعت تطويع اللغة فى بيئتها والنفاذ بها إلى مستويات عالية ، إنها إستثنائية وأمثالها يستحقون الإحتفاء.. إنها مدرسة فى انتقاء مفرداتها الغزيرة والقيمة الإنسانية العالية فى شعرها..
عندما تستمع لها فإن دمعتك على خدك و لهفتك فى جوفك وكل احساسك معلق وأنت تستمع لها ، قصة كاملة ، بالفواصل والوقفات ، والعبرة فى الحلق والنظرة الأسية..
انه الشعر حين تكون كلماته بمشبعة بالمعنى..
تطورت اداءات نهى ، من ايقاع سريع وعميق ، إلى سرد دقيق مع ذات قوة التأثير وأناقة العبارة..
نهى الكباشي مدرسة تتلهف لها الاسماع وستكون علامة فارقة.. مع أن بعض منابر لا تهتم إلا بالفوارغ..
نهي فى – شعرها – خليط من الحكمة وقوة التعبير و سعة المخيلة ، والإهتمام بالتفاصيل الدقيقة المدهشة ، تتدفق من حكايات (ود آمنة ، وضل المطر ، و آ محمد ..) إنها تستحق ان تتوج كإحد أيقونات الشعر فى بلادنا..
لم ألتق بالشاعرة نهى وأظنها من منطقة شرق الجزيرة والشرفة – تحديدا – لكنها نموذج للإبداع المميز البعيد عن الركاكة والعبثية ، وأمثال هؤلاء ينبغي أن نحتفى بهم ، فهم النجوم فى السودان القيم والولاء الوطني..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
7 مايو 2024م
(سأحاول نشر بعض قصائدها فى التعليقات بإذن الله)