فلتعلم مجموعة بورتسودان الصابرة من العسكريين والمدنيين علم اليقين أن البعاتي القادم لا يخرج هذه المرة من الخرائب والظلام والقيور لإخافة الحفاة والمعذبين في الأرض، بأثماله الممزقة ووحهه البشع وطلته المخيفة. البعاتي هذه المرة عميل شديد الأناقة عميق الثقافة يتحدث بثلاث لغات خبيثٌ باحتراف ودربة. يحتمي بالدول الكبرى والمنظمات ويمتلك عشرات الحسابات المليارية بالعملة الصعبة، يتربص ومعه سمساره المدرب وفيلق كثيف التدريب والتسليح والتقنية الشريرة، يرقبكم بعيني صقر من وراء بحر القلزم يرصد سهل الحبوب والمواني ونهر النيل والأراضي المسطحة الغنية والذهب والبترول واليورانيوم والعبيد والموقع الاستراتيجي.
وهذا لعمري شرٌ مستطير لا يكافح إلا بالدين والعجين، والجهاد والحصاد والنزول إلى الجماهير للإرتقاء بها إلى مصافي الشهادة والشهود. وهذه الأيام أيام الظهور وانبعاث الأمم الجديدة كالنوارس المنتفضة من رماد النكبة. فليكن السودان أولها ولتبدأ المسيرة بالحشود الحمراء المسنودة بالحشود الخضراء، يد للقنابل ويد للسنابل. وليكن الابتدار من ولاية الشرق الكبير بورتسودان، كسلا، والقضارف، البحر والشمس والحب والحبوب وملح الأرض الذي يزهر بالنماء، تطلق هيا وطوكر والقاش هتافه الأول لكسر مؤامرة البعاتي والسمسار.
وفي هذا ينطلق المسدار الأول تحالف الحواري ما بين العامية والفصيح:
كان هيا ما ارتوت واتبردت يوماتي
وطوكر ما انكست صوف المهير الشاتي
وادروب ما اعتلى جبل الحضارة العاتي
السمسار بسلِّم وبحكما البعاتي
حسين خوجلي