* (نؤكد في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” رفضنا القاطع لخطاب الكراهية والعنصرية والتقسيم الإثني والمناطقي والذي سيؤدي في حال عدم التصدي له إلى إنهيار وتفكك السودان إجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً بشكلٍ كامل)!
* الفقرة المنشورة أعلاه تمثل جانباً من بيان مطول، أصدرته تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أمس، وهاجمت فيه تصريحات أدلى بها اللواء أمن (م) بدر الدين عبد الحكم، للإذاعة السودانية، واتهمته (بالحض على الكراهية، وإثارة الفتن بين المجتمعات المحلية والمكونات الاجتماعية في شرق السودان)!
* نثبت أولاً هنا أن (تقدم) قصدت أن تخادع الناس كعادتها بالتغبيش عليهم عمداً، عندما وصفت بدر الدين عبد الحكم بأنه (ضابط في جهاز المخابرات العامة)، من دون أن توضح للناس حقيقة أنه (متقاعد) عن العمل منذ سنوات، وغير مرتبط بأي مهام في جهاز المخابرات العامة حالياً، ولا سبيل هنا لحسن الظن فيهم، لأن الخداع الذي مارسوه متعمد ومقصود!
* ثانياً نتساءل: هل صحيح أن (تقدم) ترفض خطاب الكراهية، وتنبذ محاولات إثارة الفتن بين المجتمعات المحلية والمكونات القبلية في السودان، وتحارب خطاب الكراهية في مجمله.. أينما كان ومتى صدر؟
* هل صحيح أنها ترفض التقسيم المناطقي والإثني لأهل السودان، وتستنكر التحشيد القبلي المؤدي إلى إزكاء نيران الحرب كما زعمت في البيان؟
* للرد على هذه التساؤلات نثبت أولاً ما يلي:
* في بواكير الحرب الحالية أقدم متمردو الدعم السريع على حشد أكثر من ثلاثين فرداً من نُظّار وعُمد وشيوخ قبائل بارزة في غرب السودان، وبالتحديد في دارفور، وألزموهم بإصدار بيان مطول أعلنوا فيهم مساندتهم التامة للدعم السريع، وحضهم لأبناء القبائل التي يقودونها للانضمام إلى المتمردين، ومناشدتهم لأبنائهم المنضوين للقوات المسلحة بالانسلاخ عنها، والتوجه إلى معسكرات الدعم السريع.
* كانت الدعوة عنصرية وقبلية بنسبة 100%، وحوت خطاباً للكراهية وحضاً عليها من منطلق قبلي وجهوي بحت، كما حوت تسعيراً معلناً للحرب، فهل استنكرت (قحت) التي ولدت من رحمها (تقدم) تلك الدعوة؟
* هل لامت المتمردين عليها وحملت الدعم السريع تبعاتها مثلما فعلت مع الجيش؟
* الإجابة لا تحتاج إلى تبيان، ولا تقبل الجدل، لأنها لم تفعل ذلك مطلقاً، ومارست صمتاً جبانا يليق بها إزاء التحشيد الإثني والمناطقي والقبلي المحتشد بخطاب الكراهية والدعوة لتسعير الحرب وتوسيع نطاقها.
* لاحقاً وفي مستهل شهر مارس الماضي (2024) نظّم الفاضل سعيد مادبو؛ وكيل ناظر قبيلة الرزيقات حشداً لعدد كبير من شيوخ الإدارات الأهلية في دارفور، وخاطبهم من داخل مدينة الضعين جهراً مطالباً إياهم بمساندة الدعم السريع والاستجابة لنفرة تستهدف حشد أبناء تلك القبائل للذهاب إلى الخرطوم والقتال مع متمردي الدعم السريع، وكانت (تقدم) وقتها موجودةً (حيَّة تسعى) بين أهل السودان بباطلها المعلوم، فهل استنكرت ذلك الخطاب القبلي الموغل في العنصرية والكراهية والساعي إلى إزكاء نيران الفتنة وتسعير الحرب؟
* هل لامت المتمردين عليه وحملت الدعم السريع تبعاته كما فعلت مع الجيش والجهاز؟
* الإجابة لا.. بلا مراء!
* قبل ذلك كتب د. الوليد مادبو عدة مقالات وتحدث في عدة مقابلات صحافية من منطلق قبلي وعنصري وجهوي بحت، مهاجماً قبائل الشمال النيلي في عمومها، وداعياً على الملأ إلى (استئصال شأفة قبيلة الشايقية)، ومهدداً بغزوٍ شامل يتم بجيش عرمرم مصدره ليبيا، سيدخل الولاية الشمالية عبر مدينة الدبة، فهل استنكرت (تقدم) تصريحاته القميئة المستندة إلى عنصرية مناطقية وقبيلة محضة وخطاب كراهية ودعوات جاهلية لم يسبقه عليها أحد من أهل السودان؟
* هل لامت المتمردين عليها وحملت الدعم السريع تبعاتها؟
* الإجابة لا.. بلا مراء!
* قبل الوليد مادبو تحدث عبد المنعم الربيع، أحد أبرز الأبواق الإعلامية لمليشيات الدعم السريع، داعياً إلى غزو ولايتي الشمالية ونهر النيل، ومعلناً أن دخول مدينة شندي مقدم عندهم على (دخول الجنّة).. وأنهم لن يستجيبوا لأي اتفاق يستهدف وقف الحرب ما لم يغزو الدعم السريع الشمالية ونهر النيل ويحتل مدينة شندي تحديداً، فهل استنكرت (تقدم) تصريحات الربيع العنصرية البغيضة والعامرة بخطاب الكراهية والدعوة إلى توسيع نطاق الحرب وإزكاء نيرانها، علاوة على حض مقاتلي الدعم السريع على اغتصاب نساء قبيلتي الجعليين والشايقية؟
* هل لامت المتمردين عليها وحملت الدعم السريع تبعاتها؟
* الإجابة لا.. بلا مراء!
* قبل الربيع وبعده، نشر القائد الميداني الشهير (يأجوج ومأجوج) تغريدات وتصريحات عديدة، دعا فيها إلى غزو الشمالية ونهر النيل، وكتب في إحداها ما يلي: (في حال حصل أي سلام ولم تصل هذه الحرب إلى الشمال أقسم بالله خسرانة.. لن يكون هناك سلام ما لم نوصلها إلى هناك ولو كان الثمن أرواحنا.. حقد عديل كدة والتبقى تبقى.. لن نسامح أنفسنا إذا لم نوصلها هناك ويكتوون بنيرانها).. وتكررت منه تلك التصريحات العنصرية العامرة بخطاب الكراهية مراراً، فهل استنكرتها (تقدم)؟
* هل صرحت يوماً برفضها وألقت بلائمتها على الدعم السريع كما فعلت مع الجيش وجهاز الأمن بعد صدور تصريحات اللواء المتقاعد بدر الدين عبد الحكم؟
* الإجابة لا.. بلا مراء!
* السؤال الذي يطرح نفسه بقوة مفاده: لماذا تتغاضى (تقدم) عن التصريحات والمواقف التي تنضح بالكراهية والعنصرية وتنطلق من أساس قبلي وتحوي إزكاءً لنيران الحرب ودعوات لتوسيع نطاقها عندما تصدر من أبواق إعلامية وقادة ميدانيين يتبعون للمتمردين، وتسارع إلى إدانة الجيش والقوات النظامية بسبب تصريح معزول، أصدره ضابط (متقاعد) لا تربطه أي صلة عمل حالية مع الجيش أو الجهاز؟
* ما سر التسامح الغريب، والصمت المريب الذي تمارسه (تقدم) مع عنصرية الدعامة وخطاباتهم النضاحة بالكراهية.. في مقابل عداوة مستحكمة واستهداف منظم ضد الجيش والقوات النظامية ومناصريها؟
* السبب أنها (أي تقدم) تعادي الجيش وكل القوات النظامية كافة وعلى طول الخط، وتعتبرها خصماً وعدواً لدوداً لها، وتمثل في الوقت نفسه الجناح السياسي والحليف المعلن للمليشيا المجرمة، مما يستدعي منها التعامل مع جرائم المرتزقة وانتهاكاتهم وخطاباتهم الزاخرة بالكراهية والعنصرية بعين الحلم والرأفة.. خلافاً لما يحدث مع الجيش وأي جهة أو شخص ينطلق من منصةٍ داعمةٍ للجيش!
* لا يبذل قادة (تقدم) والمتحدثون باسمها أي جهد لإخفاء عدائهم المستحكم للجيش ومساندتهم المُشهرة للمليشيا المجرمة، بل إن تصريحاتهم (هنا وهناك) تخلو من الذكاء، وتعوزها الحصافة، لأنها تفضح حقيقة مواقفهم وتتحدث عن نفسها بلا كبير عناء، ثم يدعون بعد ذلك كله أنهم محايدون ويقفون على مسافة واحدة من (طرفي الصراع)!
* مجدداً نقول لهم (حيادكم عينة).. وأنتم وكما أسلفنا قبلاً؛ جنجويد جبناء ومحجّبين، (خالي كلاش.. وكدمول)!
د. مزمل أبو القاسم