وزارة الخارجية والتحديات الجسام (1)

فيما يبدو أنه محاولة لترمبم البيت الداخلي إستعداداً للمرحلة المقبلة بدأت القيادة العليا للبلاد سلسلة تغييرات شملت حتى الآن وزارة الخارجية و بعض ولاة الولايات على الرغم من أن الرأي العام كان ينتظر تغييراً شاملاً لغالبية الجهاز التنفيذي و كثير من ولاة الولايات و حكوماتهم و ذلك بسبب ضعف الأعداء و عدم مواكبة التحديات الكبيرة المستمرة التي تواجهها البلاد داخلياً و خارجياً منذ إندلاع حرب مليشيا الدعم السريع المتمردة المجرمة الإرهابية في أبريل من العام الماضي 2023 بل كان الرأي العام ينتظر إعلان حكومة حرب رشيقة و فاعلة تقود البلاد إلى بر الأمان !!

في هذا المقال سأحاول إستعراض أبرز التحديات الجسام التي تواجهها وزارة الخارجية في الوقت الراهن و قبل ذلك لا بد من تثمين و تقدير جهود سعادة السفير علي الصادق الوزير المكلف الذي قاد الوزارة في ظل ظروف و تحديات صعبة كانت تحيط بها لا يعلمها إلا قليل من المهتمين و المتابعين أو من لهم صلة بعمل الوزارة ، و كذلك لا بد من تقدير الجهود الكبيرة التي قام بها سعادة السفير دفع الله الحاج علي وكيل الوزارة السابق في الأسابيع الأولى للحرب و جولته في عدد من الدول العربية و الأفريقية ، و مشاركته في القمة السعودية الأفريقية التي استضافتها الرياض في نوفمبر 2023 ممثلاً لرئيس مجلس السيادة و الجميع يذكرون خطابه الشهير أمامها و الذي كشف فيه حقيقة الحرب و حدد ملامح الخطاب الذي يجب ان يوجهه السودان إلى دول العالم ، و حدد كذلك معالم التحركات الخارجية للدبلوماسية السودانية و التي لو سار على خطاها العمل لكان الوضع الخارجي أفضل بكثير مما نحن عليه الآن .

الوزير المكلف الجديد السفير حسين عوض هو إبن وزارة الخارجية التي التحق بها في العام 1984 و تدرج فيها و عمل بعدة محطات خارجية حتى تم تكليفه بمنصب وكيل الوزارة خلفاً للسفير دفع الله الحاج علي الذي تم ترشيحه سفيراً لدى المملكة العربية السعودية و لكنها رفضته دون إبداء أسباب و هو عرف دبلوماسي متبع فإذا لم ترد دولة ما على خطاب ترشيح السفير خلال ثلاثة أشهر فهذا يعني أنها قد رفضت ترشيحه لذا وجب على الدولة المرسلة أن ترشح سفيرا آخر .

الوزير المكلف و في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا بسبب حرب المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية تواجهه و وزارته تحديات كبيرة داخلية و خارجية لا بد من العكوف على معالجتها حتى تنطلق الوزارة التي تمثل خط الدفاع المتقدم عن البلاد و سيادتها ، و حتى تتمكن من أداء دورها و واجبها على الوجه الأكمل .
أولا : التحديات الداخلية و هي تتعلق بالمراحعات التالية :-

– مراجعة العلاقات مع جميع الدول على أساس موقفها من الحرب المفروضة على بلادنا من قبل قوى الشر الإقليمية و الدولية بقيادة الإمارات بحيث يتم قطع العلاقات مع الدول المتورطة في الحرب بصورة مباشرة حتى تصحح موقفها ، و تخفيضها لأدنى المستويات مع أي دولة كان لها دور ثانوي أو مساهمة في الحرب .

– إعادة تنظيم دولاب العمل الإداري في الوزارة في العاصمة المؤقتة بورتسودان و مراجعة أداء الإدارات الرئيسية و كذلك البعثات الخارجية على أن يكون المعيار الرئيسي للتكليف هو الولاء للوطن و عدم مولاة المليشيا المتمردة و ذراعها السياسي (قحت/تقدم) .

– تكوين خلية أزمة برئاسة وكيل الوزارة تعمل على مدار الساعة لملاحقة تطورات الأحداث و تقديم الرأي و المشورة للوزير و للقيادة العليا للبلاد .

– تطوير الأداء الإعلامي للوزارة و توحيد الخطاب الخارجي و مراجعته بصورة دورية لمواكبة تطورات الأحداث .

– إحكام التنسيق مع الدبلوماسية الرئاسية التي تتولى بالضرةرة ملفات العلاقات الإستراتيجية .
– إحكام التنسيق مع الوزارات المختلفة و ضبط المشاركات الخارجية للمسؤولين .
– توظيف جهود الدبلوماسية الشعبية في تطوير و تدعيم العلاقات مع شعوب الدول الصديقة .
– تكوين المجلس الإستشاري للعمل الخارجي من أصحاب الخبرات و التجارب من الدبلوماسيين السابقين ليعين الوزارة في التخطيط للعمل الخارجي .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
19 أبريل 2024

Exit mobile version