حسين خوجلي يكتب:
العودة إلى سنار
تجمع بغاة الحدود وناقضي العهود من كل حدبٍ وصوب يحلمون بسرقة بيوتها وقوتها وسياراتها وأمانها وأغراضها، متناسين أن قيمة سنار ليست في عَرض الدنيا وشتاتها وإنما في منظمومة القيم ومكرماتها.
الجهلاء كانوا لا يعلمون أنه في نفس العام الذي سقطت فيه راية الاندلس، سمقت راية السلطنة الزرقاء، تحالف العرب والأفارقة على الفكرة والمشروع. فكان الوفاق السِّناري والرواق السِّناري وأمجاد الدولة السودانية التي أحكمت العدالة وحكّمت الشريعة، وأشاعت ثقافة الاعتدال والسودان الواحد.
إن الأشرار يحلمون بسنار (اللامعنى) ولكن هيهات ستظل بأبطالها مقبرةً للغزاة، وبجوارها مزبلة للإلحاد والخيانة والعدمية.
وعيدية سنار المنتصرة أبداً باذن الله:
شِّن معناها سنار غير كتابا وسيفا
وشِّن معناها سنار غير مسيدا وضيفا
شِّن معناها سنار غير حقوله وريفا
وشِّن معناها سنار غير مديحا وكيفا
حسين خوجلي يكتب:
عيدية بحر أبيض
وقف العارف الأسمر على شط الأبيض الهادي وسرح ببصره مع الطيور المهاجرة عبر المدن الغافية في قلق ملكال كمبالا نيروبي دار السلام بريتوريا حتى حط رحاله على قمة صخرة رأس الرجاء الصالح، وردد في خشوع متبتل بشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَرٍ لا وبرٍ، إلا أدخله الله هذا الدين بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل، عزًّا يُعز الله به الإسلام، وذلًّا يُذل الله به الكفر).
وأنشد بعدها في عاميةٍ رخيمة :
كوستي إتحزمت طِّرت الكفاح الطول
ودويم المعرفة طلق الدروس تتجول
وقت المِيس (أبا) وخط القطينة إدول
بحر أبيض بِعيد عهد الشباب الأول