مهما يحاول قادة قحت المركزي إخفاء انحيازهم للمتمردين يغلبهم هذا الانحياز ويكشف عن نفسه في مواقفهم ومقالاتهم، في هذا السياق يأتي المقال الذي نشره م. خالد عمر يوسف عن معايدة البرهان ومعايدة المتمرد حميدتي، إذ حاول في بداية المقال الظهور بمظهر المحايد الذي ينتقد الخطابين على حد سواء ( لإغلاقهما باب الأمل في الحلول السلمية )، لكنه سرعان ما عاد إلى انحيازه وخصص باقي المقال بكامله لانتقاد الجيش ومناصريه :
سأكتفي بمناقشة فقرة واحدة من المقال على كثرة ما يستحق المناقشة :-
▪️ *طلب من ( النازحين واللاجئين والجوعى وذوي القتلى والأسرى )أن يوجهوا ( للجنرالات ) عدداً من الأسئلة من بينها : ( لماذا كذبتم حين وعدتم أهل ودمدني بالعودة لديار لا حرب فيها خلال عيد الفطر الذي مضى والحال على ما هو عليه؟ ) 😘
والحقيقة هناك قائمة من الأسئلة الحقيقية الصادقة التي يمكن أن يوجهها المواطنون لخالد ولتحالفه :
1. لماذا تستخدم كلمات من نوع : ( كذبهم، تضليلهم، دناءة مشاريعهم, وشرور مخططاتهم، مشاريعهم الإجرامية، سنواجهها وسنهزمها ) – وقد وردت في المقال – ضد الجيش ومناصريه ولا تستخدمها أبداً ولا تستخدم كلمات أخف منها ضد المتمردين الذين استباحوا المدن والقرى في الجزيرة وغيرها ؟
2. لماذا تتجنب تحريض المواطنين لتكذيب جنرالات التمرد ومحاصرتهم بالأسئلة على كثرة أكاذيبهم وكثرة الأسئلة التي يجب أن توجه لهم ؟
3. لماذا أجهدت ذهنك لاختيار عبارة لا تمس المتمردين : ( العودة لديار لا حرب فيها ) بينما وعد الجيش للناس هو ( العودة لديار لا متمردين فيها ولا إرهاب ولا قتل ولا نهب ولا اغتصاب ولا تخريب ) ؟
4. لماذا اخترت تعبير بقاء الحال ( على ما هو عليه )، وهربت من وصف الحال، وأنت تعلم أنه حال ( حرب المتمردين على المواطنين وإرهابهم ) ؟
5. هل أنستك رغبتك في تحريض المواطنين ضد قادة الجيش واتهامهم بالوعود الكاذبة الثمن الغالي الذي ستدفعه حين تختار هذه الطريقة للتحريض ؟ أعني اعترافك الضمني بأن المواطنين يقفون ضد المتمردين ومع الجيش الذي يستعجلونه ليغير الحال ( مما هو عليه )، وأعني تظاهرك وكأن موقفك مطابق لموقف المواطنين وكنت تنتظر مثلهم عيداً بدون جنجويد !
6. لماذا تجاهلت أن الحال المايل الذي بقى ( على ما هو عليه ) فيه “إدارة مدنية” كنت قد اتفقت مع المتمردين على تشكيلها، وهي الإدارة التي لا تمثل إرادة المواطنين، وإنما تمثلكم أنتم والمتمردين فقط ؟
7. لماذا لم تتحدث عن أي عمل إيجابي قامت به الإدارة التي اتفقتم على تشكيلها ؟ بل ولماذا تجنبت أي تعليق، سلباً أو إيجاباً، على تشكيلها ؟
8. وكيف توفق بين إقرارك الضمني بأن مواطني الجزيرة مع الجيش وكانوا ينتظرون العيد معه لا مع إرهاب المتمردين، وقولك في أحد لايفاتك : ( وهم أظهروا إنهم، في غالبهم، مواطنين بسيطين دايرين يعيشوا حياتهم، لا مع الجيش، لا مع الدعم السريع ) ؟
9. كيف توفق بين تحريضك المواطنين لمساءلة الجيش عن تأخر تنفيذ وعده بالتحرير، ووقوفك ضد كل ما يقويه ويساعده على سرعة التحرير ( وقوف الشعب معه، الاستجابة لاستنفاره، مساندة الحركات له، وأي شيء يساعده على سرعة تغيير الحال “مما هو عليه” )؟
10. وبالمقابل لماذا كنت، ولا زالت، صامتاً عن كل ما يقوي المتمردين ويزيد من قدرتهم على التخريب والحرب على المدنيين وتطويل أمد بقاء الحال على ما هو عليه ( الدعم الخارجي بالسلاح، استجلاب المرتزقة، استنفاره للصوص والكسابة، المتعاونين معه … إلخ ) ؟
11. وكيف توفق بين تظاهرك بأنك مثل المواطنين كنت تنتظر انتصار الجيش، وقولك الذي كررته كثيراً بأنك ( ضد انتصار “أي طرف” )، لأنه ( سيهمش الدور المدني) ؟
12. لماذا تغافلت عن جريمة ( اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية ) ولم ترد على لسانك منذ بداية التمرد وأنت تعلم أنها من أسباب تأني الجيش في عملياته ؟
13. كيف توفق بين تظاهرك بدعم حق المواطنين في عيد بلا جنجويد واشتراكك في الحملات الإعلامية المشتركة مع المتمردين لغرض التشويش على عملية التحرير، ومقالك هذا نفسه جزء من هذه الحملة ؟
ختاماً إن سأل المواطنون #الجيش عن بطء التحرير فهو سؤال المحبين، المؤيدين لانتصاره، والراغبين في الأمان بوجوده لا سؤال الشامتين، المتواطئين مع الإرهابيين، الداعمين لفكرة استفادتهم من استباحة الجزيرة كمنطقة سيطرة يستحقون عليها المقابل على طاولة التفاوض لا كمنطقة إرهاب يستحقون الطرد منها .
#إبراهيم_عثمان