بعد إعلان الهلال عن إصابة هدافه الصربي الكسندر ميتروفيتش، يمكن القول إن الفريق “الأزرق” الذي ينفرد بصدارة الدوري مترجماً العمل الإداري والفني الكبير والمختلف عن بقية الفرق سيواجه أهم الاختبارات العناصرية والفنية خلال هذا الموسم.
غياب أهم الأسلحة الهجومية للفريق والهداف الذي كان حضوره حاسماً في كل مناسبة لاسيما المؤثرة منها ولمدة ستة أسابيع أي أنه لن يشارك في أربع مباريات دورية على الأقل، كما أنه لن يكون حاضراً في مواجهتي العين الإماراتي في نصف نهائي البطولة الآسيوية وهي الضربة الموجعة التي ربما تهدد حظوظ “وصيف العالم” في مشواره نحو لقب آسيوي جديد بعد أن ضمن تسجيل حضور جديد مع صفوة الأندية العالمية ونخبتها.
صحيح أن بعض الهلاليين شعروا بالقلق من غياب ميتروفيتش الطويل في منعطف حاسم من الموسم وهو المهاجم الأكثر تأثيراً في الدوري السعودي، لكن المؤكد أن “الزعيم” قطع شوطاً كبيراً في مشواره نحو لقب الدوري ويملك الحلول العناصرية وقبل ذلك يتمتع مدربه البرتغالي خيسوس بثقة الهلاليين المطلقة وهو الذي لطالما كان قادراً على التغلب على كل التحديات.
مايميز الهلال عن غيره، وما وضعه في صدارة الدوري بفارق كبير عن منافسيه أن “الأزرق” تم بناؤه كمنظومة يمكن أن تسير بدون أهم أدواتها ويمكن أن تتغلب على مثل هذا النوع من التحديات على العكس من معظم الفرق التي تتمحور قوتها حول لاعب واحد أو اثنين، مايعطي الهلال قدرة أعلى من الاستمرارية على نتائجه والتعامل مع مثل هذه الظروف.
سيكون نجاح منظومة الهلال إن حدث درساً جديداً لكل الفرق وتحديداً تلك الفرق التي لطالما حاول صانعو القرار فيها اللعب على وتر الدعم الحكومي وعدم تلبية احتياجاتها أو تلك التي بحثت عن مسببات وعوامل أخرى، وهم الذين عجزوا عن بناء فرق يمكنها المضي قدماً في المنافسات دون اعتماد على اسم أو اثنين.
د. سلطان السيف – جريدة الرياض