طوبى للذين عملو ويعملون في صمت أولئك الذين يشبهون، طلة شمس الخرطوم البهية على وجوه الناس، يتدفقون عطاء كما النيل الخالد، للذين بذلوا أنفسهم، و يسروا على الناس معاشهم.
لذلك الفدائي على سور القيادة العامة، أو تلك الأجساد الطيبة وهي تلتحف تراب المدرعات. قلوبهم معلقة بأمل السماء و عقولهم مع أسر قد تشتت في فجاج الأرض.
لذلك الجندي الجسور الذي أصبح في ثغور الأباة يحمل شعلة الليل ما بين تهديد العصابات الغادرة وبين حلم الرجوع للأهل. لذلك القائد الفذ الذي بات بين جنوده جائع يرجو النصر ولم يتأخر عن نداء الواجب.
طوبى للشهداء في جميع المواقع العسكرية، في كل الكتائب القتالية، طوبى لكل من حمل السلاح مدافعاً عن هذه الأرض، لكل قلم حر ساهر يوماً في رفعة هذا البلاد لذلك الدبلوماسي الذي يوصل الليل بالنهار من أجل سودان عزيز، لكل إعلامي نبيل عمل في صمت.
طوبى للأمهات و الزوجات اللائي حملن لواء المسؤولية في زمن تقدم فيه أبناءهن و أزواجهن في سبيل الواجب و التضحية، لكل إبن فقد في هذه الحرب ولكل بنت فقدت في هذه الحرب أب أو أخ أو زوجاً.
نستحي أن نقول بأننا قد تعبنا أمام عرفانكم، سامحونا !
حسان الناصر