جال بخاطري سؤال انتجه واقع الحال داخل حزب الامة، حول الموقف الذى كان سيتخذه الامام الحقاني السيد الصادق المهدي فى مواجهة الجنجويد هذه الايام ان كان حيا يرزق ، وماذا سيكون رايه فى الانتهاكات التى يتعرض لها السودانيون عموما وقواعد حزب الامة على وجه الخصوص فى الجزيرة؟!.
تذكرت مواقف الرجل وهو من اول القادة الوطنيين الذين دشنوا مواجهة الجنجويد ،حيث دفع ثمنا باهظا جراء هذا الموقف على ايام حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وهو يصف الدعم السريع ب( نعامة المك)، المهدي. تعرض المهدي للاعتقال من نظام الانقاذ نظير مجاهرته برفض تمدد الدعم السريع مثلما هو معلوم بينما يوالي بعض ابنائه الدعم السريع الان، ويا للعجب..!!
يسجل التاريخ صفحة ناصعة للامام الذى اشتهر بحكمته وقدرته الفائقة على التنبؤ بما يمكن ان يحمله المستقبل ، فهو صاحب رؤية واسعة وافق يتسع لاستيعاب المتغيرات ببصيرة نافذة، كان راي المهدي منذ العام 2014 ان تمدد الجنجويد سيشكل خطرا على الامن القومي والنسيج الاجتماعي لكنه دفع حريته ثمنا للمجاهرة بهذا الموقف الذى وثقه التاريخ.
فى هذه الايام يعيش حزب الامة حالة توهان القت به فى غياهب تحالفات ملوثة مع كيان سياسي مشبوه اسمه ( تقدم)، مواقف الحزب لا تشبه الامام مطلقا ، ولاصلة لها بتاريخ الانصار الوطني وسهمهم فى كتابة مجد السودان بدماء وتضحيات عزيزة منذ الثورة المهدية..
يواجه حزب الامة حالة اختطاف من قبل مجموعة متواطئة مع الدعم السريع ومن داخل بيت الامام كذلك ما دفع السيدة الفضلى رباح الصادق الاقرب الى الامام فى الولع بالفكر ونزاهة الممارسة السياسية لاعلان التبرؤ من قرارات الامانة العامة وتعني الواثق البرير امين عام الحزب الواقع كلية تحت تاثير الجنجويد والمرتبط باجندة ومصالح تحالف (تقدم) الجناح السياسي للمليشيا المتمردة.
رباح الصادق المهدي التى تشغل مساعدة رئيس حزب الأمة مقررة مجلس التنسيق بالإنابة، اصدرت بيانا امس الاول تبرأت فيه من بيانات ينشرها الأمين العامللحزب الواثق البرير في الصفحة الرسمية للحزب، رباح ترى، إن قرار الحزب المجمع عليه منذ تفجر حرب 15 ابريل اللعينة هو رفضها والسعي لوقفها، وبناء جبهة مدنية عريضة لذلك، واتخاذ مسافة واحدة من طرفيها، لم تكتف رباح بذلك بل مضت للقول ان “بيانات حزب الأمة القومي الواردة في صفحته الموثقة تنتهك قرار الحزب وينبغي أن يحال المسؤولون عنها للمساءلة الحزبية).
ملحص موقف رباح انها تنتقد انحياز الامانة العامة المختطفة للجنجويد وصمتها عن الانتهاكات بحق المواطنين فى الجزيرة واتخاذ مواقف مناهضة للجيش السوداني عبر الانحياز للتمرد..
الواقع ان حزب الامة هو الذى سيتضرر من مواقفه الحالية ورصيده الجماهيري يتاكل كل يوم بفعل ممارسات الجنجويد، ومن واقع انه الحزب الكبير وسط مجموعة ناشطين مدنييين ليس لديهم ما يخافون عليه، لا اسماء ولا تاريخ ولا مستقبل.
حزب الامة امامه خياران لاثالث لهما اما مغادرة تقدم والانتصار لسيرة الحزب التاريخية فى التعامل مع القضايا الوطنية الكبرى والانصياع لرغبة جماهيره التى نالها ما نالها من انتهاكات الجنجويد، او الدخول فى حالو انقسام داخلي تميز الخبيث من الطيب خلال الايام القادمة..
نعم لوكان الحقاني حيا لما دخل حزب الامة فى هذا النفق،رحمة الله تغشاه
محمد عبدالقادر