👁️الذي يقرأ سورة طه سيجد أن الأمر الإلهي بالذهاب إلى فرعون قد تكرر ثلاث مراتٍ ردَّاً على استفهامات موسى عليه السلام ، وكان مما جاء في التراث اليهودي وتلقَّفه التراث الإسلامي عن ربَّ العزة مخاطباً الكليم: بعثتُك إلى خلقٍ ضعيفٍ من خلقي ، بطِر نِعمتي ، وأمِن مكري ، وغرَّته الدنيا عنِّي ، حتى جحد حقِّي ، وأنكر ربوبيتي ، وزعم أنه لا يعرفني ، فإني أقسم بعزَّتي لولا القدر الذي وضعتُ بيني وبين خلقي ، لبطشت به بطشة جبَّارٍ يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار ، فإن أمرتُ السماء حصبتهُ ، وإن أمرت الأرض ابتلعتهُ ، وإن أمرت الجبال دمَّرتهُ ، وإن أمرت البحار غرقتهُ ، ولكنه هان عليَّ ، *وسقط من عيني* ، ووسعه حِلمي ، واستغنيت بما عندي ، وحقي إني أنا الغني لا غني غيري.
👁️في موسم السقوط الذي بدء بشعار تسقط بس .. سقط البعض عن العروش والمناصب ، وسقط البعض من السلطة والمكاسب ، وسقط البعض في بئر الخيانة والخنا والارتزاق ، وسقط البعض في وحل النفاق ، وسقط البعض من عيون الناس .. والساقطون تعرفهم بلحن القول ، فما أضمر أحدٌ شيئاً في نفسه إلا ظهر في فلتات لسانه ، ورغم أن موسم السقوط لايزال محتدماً غير أننا نرى كيف ثبَّت الله الكثيرين بالقول والفعل الثابت في زمانٍ أزاغت فيه الدراهم العيون والأقدام.
👁️عندما تسقط أقنعة الخونة والمنافقين يكون لارتطامها دويٌّ كقصف الرعد في آذان من كانوا يدخرونهم لغير هذا ، وألمٌ في قلوب من كانوا مرجوِّين عندهم قبل هذا ، ولا يسمع ذاك الدَّوِي ولا يشعر بذاك الألم أشباه الأنعام الذين لهم آذانٌ يسمعون بها ، وأعينٌ لا يبصرون بها ، وقلوبٌ لا يفقهون بها ، وجزى الله الشدائد كل خيرٍ.
*قد هيّؤوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ*
*فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ*
اللواء (م) مازن محمد إسماعيل