المقاومة الشعبية لها أشكال عديدة وهي في جوهرها استجابة وطنية للتحدي الذي خلقته مليشيا الدعم السريع بحربها على الشعب السوداني، بالطبع هناك جانب عسكري للمقاومة الشعبية يتمثل في دعم القوات المسلحة والقتال بجانبها ضد التمرد حماية للعرض والأرض، وهذا الجانب يحتاج لتنسيق تام مع القوات المسلحة والتأكيد على أنها تحت إمرتها بشكل تام وفي كل المراحل وهذا ما يحدث فعلا على أرض الواقع في تجربة تستحق الاحترام والإشادة؛ ولكن هناك واجبات أخرى اجتماعية ونهضوية وبنائية للمقاومة الشعبية في كل المراحل ما بعد الحرب، ومن الضروري أن تستمر وتنظم نفسها حماية للوطن وللسيادة الوطنية ولبناء شروط جديدة للسياسة الوطنية. وبالتالي نحن نرفض تسييس المقاومة الشعبية حزبيا لكننا نؤكد أنها تعبر عن وعي وطني قومي يحمي البلد والثوابت، وأن قيادتها من داخلها ومن شرعية المجتمعات السودانية وبالتالي يجب قطع الطريق أمام كل الانتهازيين والسلطويين الذين يتحدثون باسمها ويدعون أنهم يرأسونها فهم بذلك يقطعون الطريق أمامها لتؤدي دورها التاريخي بأفقهم المحدود، وبذلك ستتجمد وتتحول لأشكال جامدة فاقدة للحياة. الوعي بهذه الأمور ضروري منذ الآن ولا شيء سيوقف المسار الوطني الذي بدأ يتشكل اليوم.
هشام عثمان الشواني