دخلت العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض من ناحية، والعلاقة بين بايدن شخصياً ونتنياهو إلى مرحلة متدنية لم تصل إليها العلاقات بين واشنطن وتل أبيب من قبل.
بعد قرابة 6 أشهر من «التدليل السياسي» و«الدعم المفتوح» و«الحماية الدولية» من قبل واشنطن لتل أبيب، نفد صبر الإدارة الأمريكية بعد أن استنفدت كل وسائل التليين والإقناع والتهدئة لجنون وحماقات وحشية نتنياهو وتحالف اليمين الديني المتشدد.
آخر رسالة حملها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من جولته الأخيرة إلى المنطقة تقول الآتي:
أولاً: عملية اقتحام رفح هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للحكومة الإسرائيلية.
ثانياً: أي اتفاق أو مقايضة سياسية تؤدي إلى الإبقاء على أي دور لـ«حماس» في غزة مرفوض تماماً.
ثالثاً: سوف يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في القطاع، وسوف تستمر العمليات النوعية في اغتيال قادة القسام في غزة والضفة ولبنان وسوريا.
رابعاً: مجلس الحرب الوزاري الإسرائيلي يرفض أي وقف إطلاق نار نهائي دائم، وأن أي احتمال لتهدئة هي مؤقتة بعدها سوف يستمر القتال.
خامساً: أن إسرائيل تفضل أن تتم عملية رفح بالدعم الكامل والتفهم الشديد لإدارة بايدن، ولكن في حال رفض هذه الإدارة لهذه العملية، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يجد نفسه ملزماً في جميع الظروف ومضطراً إلى القيام بالعملية حتى النهاية منفرداً دون أي تأييد من أي قوى في العالم حتى لو كانت الولايات المتحدة.
ويحمل وزير الدفاع الإسرائيلي غالنت المعاني ذاتها وهو يزور واشنطن الآن محاولاً محو آثار أي تفاهمات سابقة قام بها عضو مجلس وزراء الحرب السابق بني غانتس.
ونجح بالأمس الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي في صياغة مشروع جديد تغلب على أي اعتراضات من الأعضاء الخمسة الدائمين، وأدى إلى تمرير المجلس قراراً يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
اكتشف بايدن أن «تدليل» نتنياهو غير المحدود قد أصابه بـ«جنون القوة»، وأنه أصبح بمثابة غطاء مفتوح لأي عمل مخالف للقانون الدولي وللقوانين الإنسانية وأي معايير أخلاقية.
هذا الأمر أصبح –بشكل متزايد– يشكل عبئاً وخطراً على مكانة إدارة بايدن، وهي تخوض معركة الانتخابات الرئاسية في ظل نتائج استطلاعات رأي أمريكية تعكس أسوأ تقدير لأداء رئيس أمريكي في فترته الرئاسية الأولى منذ نصف قرن.
دعم إسرائيل المعنوي للرئيس الأمريكي في معركته الرئاسية أصبح الآن عبئاً عليه يهدد مكانته المضطربة للغاية.
عماد الدين أديب – صحيفة البيان