فجعنا صباح اليوم الثلاثاء بخبر رحيل رمز من رموز مدينة الحاج يوسف الردمية مربع (20)، العم الغالي محمد عثمان محمد تلول، صاحب أقدم وأعرق دكان بالمربع، (تلول) جزء لا يتجزء من تشكيلة المربع وتفاصيله، منذ أن تفتحت أعيننا، وحتى رحيله لم يغب عن المربع، على الرغم من انتقال سكنه لمنطقة المايقوما قبل سنوات طوال، (تلول) يقضي جل يومه بمتجره مستمتعاً بجلساته مع أقرانه، في ونسات السياسة والمجتمع وتقلباتهم، ومرح الأطفال ومشاكساتهم وشغبهم.. كان رحمه الله حريصاً على أداء الصلوات جماعة بالمسجد، وكان زاهداً في هذه الدنيا، وتميز باصطحاب دراجته الهوائية ذهاباً وإياباً، كان حريصاً على فعل الخير وإعانة الضعفاء والمحتاجين، يدل ويرشد على الأسر المحتاجة، ودائما ما نستعين به في توزيع كيس الصائم وزكاة الفطر وغيرها من المساعدات، (تلول) يعتبر صندوقاً لأسرار وتفاصيل المربع في الماضي والحاضر، كان رحمه الله شديد الحرص على التواصل وتلبية الدعوات، وله أسلوب راقي في الإعتذار إن تعذر عليه الحضور، وكانت دموعه قريبة جداً، يكفكفها وهي منسابه، حنين وعطوف، كان رحمه الله كبيراً مع الكبار وصغيراً مع الصغار، يحب المرح والفكاهة، لكل منا معه قصص وحكايات، كان رحمه الله ذو معرفة بمعظم أهلي وأرحامي، وبصورة دائمة يسألني عنهم بالإسم في السودان وخارجه وناس البلد، عندما رحل والداي لم تنقطع دموعه كلما رآنا لأسابيع.. وأذكر عندما قررنا الخروج من الخرطوم بسبب الحرب كان حاضراً في وداعنا يكفكف دموعه، وتكلمت معه قبل أسابيع عبر هاتف الأخ العزيز أحمد علي (عجاج)… (تلول) سيظل دينه علينا كثيراً، نسأل الله أن يرحمه ويتقبله ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واتوب اليه…
العزاء لأسرته وزوجته المكلومة (زليخة) وبناته سوسن وعوضية وأحفاده، وأبناء شقيقته آل عنتار وعموم أهله ومعارفه وجيرانه… ولكل مربع (20) ..
اللهم إنا نسألك أن تغفر له وترحمه وتتجاوز عن سيئاته، اللهم اجعله في سدر مخدود وطلح منضود وظل مدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة..
عمر عبدالسيد