وصلنا ظهر يوم الأربعاء العاشر من رمضان نبأ وفاة العم صاحب القلب الكبير (عبدالمنعم عبدالرحيم) أحد رموز وركائز الحاج يوسف الردمية مربع (20).. رحل اليوم ورحلت معه ذكريات ومواقف نسأل الله أن تكتب في سجل حسناته..
كان رحمه الله مهتماً بكل ما ينفع الناس، منذ أن تفتَّحت عيوننا في المربع وجدناه في مجالس الأباء بالمدارس، ولجنة المسجد، واللجنة الشعبية، ولجنة إعمار مقابر البنداري، والجمعية الخيرية وغيرها من أوجه البر والنفع العام.
وظل هو هو ، لم تغيره الظروف والأيام والسنون، متواضع وهادئ ويحب المعرفة والعلم، وصاحب مرح وفكاهة.
أذكر أنه تكونت في العام 2001م لجنة لإعادة إعمار مقابر البنداري بمنطقة دردوق المعروفة، وكان رحمه الله على رأسها، حيث كلفنا بعمل إعلان للمربعات حولنا باجتماع عصر الجمعة تحت شعار (تعالوا لنكرم موتانا ونهيء مثوانا)، استقلينا ركشة برفقة أستاذنا الطيب أحمد الطيب حفظه الله وطفنا نذيع في الإعلان ونلصق في المساجد والأماكن العامة، كان اجتماعاً ناجحاً وتفاعل معه الجميع، وكان أن بدأ العمل في التأهيل، وكان رحمه الله يشجعنا على المشاركة في النفير كل يوم جمعة عقب صلاة الفجر والحمد لله كانت الحصيلة بناء الغرفة الأولى لإدارة شؤون المقابر، وبعدها تتالت الإنجازات، حيث تم استجلاب لودر لحفر القبور، وكانت هذه ميزة حيث جذبت مناطق كثيرة لدفن موتاهم بها لجهة أن القبر جاهز مع سهولة الوصول للمقابر عبر الطريق الدائري للقادمين من جهة بحري وما جاورها، بجانب وجود نظام أرشيف وضبط وتنظيم.. وها قد جاء اليوم الذي كان يتهيأ له، نسأل الله أن يكرمه ويرفع درجته..
كذلك للراحل عبدالمنعم إسهام كبير في بناء وتشييد مسجدنا (عبدالرحمن بن عوف)، ويشهد له الجميع حرصه على أداء الصلوات جماعة بالمسجد، رغم بعد منزله ووعورة الطريق أحياناً، مواظباً على حلقة التلاوة الفجرية، كما كان هميماً وحاضراً للدروس والمحاضرات وتقديم الأسئلة والمداخلات النافعة والمفيدة .. ونذكر أنه كان كلما قدموه للصلاة يقرأ بأواخر سورة الزمر (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) بتلاوة خاشعة ومؤثرة وصوت شجي…
نودعه اليوم ونحن بعيدين عنه بسبب ظروف الحرب، نسأل الله أن يكرم نزله كما أكرم الأحياء والأموات في حياته، وأن يحشره إلى الجنة زمرا.. وأن يطرح البركة في أبنائه وأحفاده وزوجته المكلومة.. (إنا لله وإنا إليه راجعون) والعزاء لأسرته ولكل أهل المربع وعارفي فضله.
نسأل الله أن يحفظ أهلنا وكبارنا وشبابنا بالمربع وأن يشفي المرضى ويعم الأمن والأمان ربوع بلادنا.. آمين
وكتبه عمر عبدالسيد
الأربعاء 20 مارس 2024م
10 رمضان 1445هـ