في أحدث تطور في ميدان القتال بالسودان، نشرت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو، قالت إنها لطائرات مسيرة تستهدف عددا من المقرات العسكرية للجيش.
في المقابل، ذكر قادة بالجيش، أن الطائرات من دون طيار أفشلت هجومين متتالين لقوات الدعم السريع، يومي الاثنين والثلاثاء، على مقرات عسكرية حيوية في الخرطوم بحري، مما يؤكد تصاعد اعتماد الطرفين على الطائرات المسيرة، وفق مختصين.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “حصول الجيش على طائرات مسيرة أو أي أسلحة من الخارج أمر طبيعي، لأنه جهة سيادية تمثل الدولة السودانية، بخلاف قوات الدعم السريع، التي لا تملك صفة سيادية بعد صدور قرار من البرهان بحلها”.
وأضاف “ظلّ قادة الجيش السوداني يتهمون الإمارات بأنها توفر العتاد العسكري لقوات الدعم السريع، ولا أعتقد أن مثل هذه الاتهمات الخطيرة تصدر دون معلومات مؤكدة”.
وبحسب تسجيل صوتي لقائد منطقة وادي سيدنا العسكرية، الفريق آدم هارون، فإن 7 طائرات مسيرة تمكنت من تدمير 18 عربة تابعة لقوات الدعم السريع، وقتلت جنود سرية، لحظة خروجهم من مقر الإذاعة والتلفزيون.
وكانت وكالة “بلومبرغ”، نقلت في يناير الماضي، عن ثلاثة مسؤولين غربيين أن الجيش السوداني تلقى شحنات من طائرة “مهاجر 6” وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، وتحمل ذخائر موجهة بدقة.
في المقابل، يقول خلف الله إن “قوات الدعم السريع تكونت بقانون صادر من البرلمان، وكانت جزءًا من الجيش السوداني، وتولى قائدها منصب نائب رئيس مجلس السيادة، وكل ذلك مكنها من نسج علاقات في الضوء مع عدد من الدول”.
ولم يستبعد “وجود أطراف خارجية تمد طرفي القتال بالسلاح والطائرات المسيرة، خاصة أن المعارك الحالية شهدت دخول أنواع من الطائرات المسيرة فائقة الدقة، مصحوبة بتصوير عمليات التصويب”.
وأضاف “ليس بالضرورة أن تحصل قوات الدعم السريع على دعم مجاني من دولة بعينها، لأن سوق شراء وتهريب الأسلحة منتعش في غرب أفريقيا، ويمكن لأي صاحب مال أن يشتري ما يريد من الأسلحة، ومعلوم أن قوات الدعم السريع تملك إمبراطوية مالية ضخمة من العمل في مجال تعدين الذهب”.
ولفت إلى أن “بعض التقارير الإعلامية في دوريات أجنبية تتحدث عن مشاركة أوكرانيا في حرب السودان من خلال عمليات نوعية داعمة للجيش، كما أن قادة الدعم السريع يتهمون مصر بدعم الجيش أيضا”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في أغسطس الماضي، أن “الإمارات ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع”، كما أشارت في أكتوبر الماضي، إلى أن “مصر زودت أيضا الجيش السوداني بطائرات من دون طيار ودربت القوات على كيفية استخدامها”.
وتنفي الإمارات رسميا إرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع.
وكان تقرير لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، ذكر في فبراير الماضي، أن معلومات ومقاطع فيديو أفادت أن قوات خاصة أوكرانية تعمل في السودان لدعم جيش البلاد ضد مرتزقة فاغنر الروس المتحالفين مع قوات الدعم السريع.
وبحسب “ذا غارديان”، أصدرت صحيفة “كييف بوست” مقطع فيديو قصيرا، قالت إنه جاء من مصادر داخل المخابرات العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن العمليات السرية، ويظهر فيه سجين روسي أسير يتم استجوابه إلى جانب رجلين من أصل أفريقي.
وفي سبتمبر الماضي، ذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أنه من المحتمل أن تكون أوكرانيا استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في السودان، حيث تلقت دعما من مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، في صراعها الذي تخوضه مع الجيش السوداني منذ أبريل الماضي.
وأوضحت الشبكة أن “القوات الخاصة الأوكرانية على الأرجح نفذت هجمات بطائرات مسيّرة، مستهدفة عناصر مدعومة من فاغنر قرب العاصمة السودانية”، مما يشير إلى توسع نطاق الحرب الأوكرانية.
ووفق أرقام الأمم المتحدة، أدى الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وأجبر أكثر من 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.
الحرة