□ بقلوب راضية ومزيدا من الحزن والاسي نحتسب عند الله تعالى الفقد الجلل للوطن والقوات المسلحة ومنطقة ام درمان العسكرية وسلاح المهندسين وقوات العمل الخاص ام درمان:
□ الشهيد البطل المقدام الملازم أول محمد محمد جيب الله عكاشة
□ الذي تأبى الكلمات والحروف اعطاءه حقه وتتقاصر امام قمة شامخة شموخ الحبال الراسيات.
□ واشهد الله انه ومنذ أن عرفته في بدايات تكوين قوة العمل الخاص، كان نعم الابن، ونعم الأخ، ونعم المستشار الهندسي، ونعم الصديق، ونعم القائد لمرؤسيه، ومن هم تحت قيادته، ودائما ما تلقاه مبتسما في أحرج المواقف وأشدها.
□ ظل متقدما الصفوف مقبلا غير مدبر، وإذا حاولت ارجاعه للخلف ياتيك الرد بقوة ثبات الجبال (إذنك يا مرعب).
□ وأذكر انه يوم معركة مقبرة جنجويد الإذاعة بشارع العرضة وعند حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا وعند النقطة قاصمة ظهر المتمردين ومدمرتهم أصيب أربع اصابات خفيفة، وابت نفسه الا إكمال المعركة حتى الثانية ظهراً من اليوم التالي، ورفض ان يذهب للمستشفى الا بعد الإفطار، وعاد الأسد الي عرينه قبل التاسعة في نفس اليوم.
□ وفي اليوم التالي كان يشعر الحمى من آثار الاصابات أعلاه، كذلك أبت نفسه الرجوع للمستشفى حتى ولو بالتعليمات.
□ وقد حدثني احد الضباط ان الشهيد وصل خلسة الي موقع المعركة اليوم، حيث يختبي عدد كبير من المتمردين في بدروم إحدى البنايات، وحتى لا يراه احد ويقوم بارجاعه لعلمه بأنه مصاب.
□ وقال انه لم يراه ثانية الا عندما اتو به إلى السلاح الطبي ملطخا بدمائه بعد أن روي بها هذه الأرض الطاهرة.
□ وحدثي النقيب وضاح انه كان ممسكا بيده بعد إصابته، و ان الشهادة والذكر لم يفارقا شفتاه.
□ وحدثني أيضا انه في يوم استشهاده، تم القبض على احد الأسرى من أبناء ام لباسة وقد طلب القليل من الماء، فقاموا بإعطاءه، فطلب الأسير منهم بعد ذلك وقال:( صُوُت لي في الموية حبة دقيق انا لي تلاته يوم ما اكلت حاجة).
□ وفي تلك اللحظات كان الشهيد حاضرا، وعلى الفور قام بإحضار برتقالة وتقشيرها وإعطائها له في فمه، مبتغيا الأجر والثواب في معاملة الأسرى كما قال تعالى في سورة الإنسان الآيات ٨ و ٩ (و يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا(٨) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ( ٩)) صدق الله العظيم.
□ وكذلك حدثني الطبيب ان اخر كلمة قالها الشهيد عند ادخاله للعملية( اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله).
□ بالإضافة لانه كان صائما وبعدها بساعتين اتانا الخبر كالصاعقة باستشهاده.
□ وكذلك عندما ذهبنا للمقابر لاحظت ان الشخص الذي يقوم بالحفر يكرر ماشاء الله لسهولة الحفر في المقبرة وهذه الحالة لا تتكرر كثيرا.
□ ونسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا الهم عوض شبابه الجنة.
□ ونسأله تعالي ان يكون قد افطر في جنات النعيم.
□ ونساله ان يصبر اهله وذويه وأبناء دفعته والقوات المسلحة قاطبة.
□ وإذ انعي الشهيد انعي فيه أدبه الجم وأخلاقه الحميدة وتميزه بين اقرانه وأنه كان الشعلة التي تحترق لتضئ لنا الطريق ( فقد والله يا جيب الله).
○ ولا نقول إلا ما يرضي الله
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
○ رائد. محمد حسن ابروف د (51)