كيف تمت الإطاحة بأول حاكم عام مدني في السودان ؟
زيارة الحاكم العام للسيد عبد الرحمن المهدي في فبراير 1926م
كان السير جيفري آرشر أول حاكم عام مدني خلال فترة الحكم الثنائي ، فقد كان الحكام قبله جنرالات عسكريين جمعوا بين السلطة المدنية والعسكرية بدءا من اللورد كتشنر من 1898م إلى 1899م ثم ونجت حتى 1917م وبعده السير لي ستاك الذي أغتيل في القاهرة في 1924م
تقرر بعد السير لي ستاك تعيين حاكم عام من المدنيين وهو جيفري آرشر ولكنه لم يستمر في المنصب إلا فترة محدودة جدا عام أو عامين وكان سبب الإطاحة به أنه حاول أن يفكر خارج الصندوق فبادر بتسجيل زيارة لإبن المهدي في الجزيرة أبا.
وفي تلك الزيارة أتهمه كبار قيادات الخدمة المدنية وهم السكرتير الإداري والسكرتير المالي بأنه خرج خلال الزيارة من الضوابط التي إتفقوا عليها وألقى كلمة كان فيها درجة زائدة من الإعتراف بمكانة وسلطة إبن المهدي.
وثارت ثائرتهم وأرسلوا رسائل الإحتجاج للقنصل البريطاني في القاهرة وهو الموظف الذي كان حاكم عام السودان تابعا له ، وبعد عدة مداولات ورسائل ورحلة للقاهرة من جيفري آرشر أضطر لتقديم إستقالته ولم يتم بعدها إستيعابه في الخدمة البريطانية.
وتثير الواقعة التي سردناها هنا بشكل موجز تساؤلات عما يعتقده البعض بأن تقديم السيد عبد الرحمن المهدي سيف والده لملك بريطانيا في الرحلة المشهورة عام 1919م قد ضمنت له قبول البريطانيين لولائه ما يتعارض مع ردة الفعل العنيفة لزيارة الحاكم العام له بعد ست سنوات.
الصورة الباهتة المرفقة للسير جيفري آرشر في الجزيرة أبا يوم 11 فبراير 1926م وعلى يمينه السيد عبد الرحمن المهدي.
#كمال_حامد 👓