أن يكون هنالك تجمعا سودانيا ضد التطبيع فهذا أمر جيد، وأن يتم رصد وانتقاد بث إسرائيلي من بورتسودان فهذا أمر مطلوب، ولكن أن يستدرج حراس هذه البوابة السودانية للأهداف الخطأ ولنشر معلومات خاطئة تماما، حول أبرياء وشرفاء فهذا ربما يكون استدراجا اسرائيليا لتأمين وإبعاد الأطراف الحقيقية عنهم.
بالنسبة لي وأنا ابن “الكار الإعلامي” أعتبر ما نشر من كلام ملفق وكاذب حول محمد خالد أبوالعمرين ليس إلا تخريب ومنافسة داخل الحقل الإعلامي وقد تم الاستدراج (التجمع ضد التطبيع) والأقلام الوطنية الناصحة بخبث شديد، فأنشغلوا بالهدف الخطأ تماما.
وربما القصد هو افقاد التجمع مصداقيته وأن ما ينشره لا قيمة الله.
ولذلك أنا أطلب من الأخ المجاهد المظفر الدقيل التصويب والاعتذار الشجاع بأعجل ما تيسر.
شركة الأخ محمد خالد أبو العمرين لا صلة لها بالبث لصالح الوكالة التي زودت القناة الاسرائيلية، هي شركة منفصلة ومستقلة، ولا يعنيه أن كادرا اعلاميا كان معه والتحق بمنصة أخرى، ثم جاء طرف مغرض وقام بالتشويش بناء على ذلك.
أنا أنصح المظفر بالاعتذار للاخ محمد ابن الرجل الصالح خالد أبو العمرين شاعر إنتفاضة الأقصى المباركة وصاحب (في القدس قد نطق الحجر * لا مؤتمر).
نعم .. خالد كان رجلا صالحا .. جلسنا عليه في الدروس والمحاضرات في مسجد السواحلي بالطائف في التسعينات وكان محمد صبي صغير، حمامة مسجد مثل أبيه.
أن يكون للسودان مساحة للترحاب بمحمد طفلا .. وشابا وطالبا ثم محمد صهرا للدناقلة الاعزاء زوجا من أسرة سودانية كريمة .. والصحفية الزميلة الموقرة علوية مختار .. ثم محمد مستثمرا في مجال الاعلام .. ناجحا وكتابا مفتوحا .. هذا يحسب لصالح السودان .. وإن كره المنافسون بأساليب غير شريفة .. تمرر المعلومات الخطأ للناصحين الوطنيين مثل المظفر والذين لا نشكك في نواياهم ولكننا ندعوهم للتأكد ممن أدخلوهم في هذا المأزق.
في هذا السياق أدعو أيضا للتحقق قبل الاستعجال .. ربما تكون نقطة وجود تعاون مراسلة سودانية مع قناة اسرائيل أيضا أمر غير دقيق في حالة أن الشركة التي تستلم تقاريرها بالخارج هي المسئولة عن التوزيع وليس المنتج السوداني.
وهنالك سؤال أهم عن مضمون التقارير، أنا شخصيا لو ضمنت أن حديثي عن ضلوع اسرائيل في الحرب لصالح المليشيا سينزل في التقرير دون أي ابتسار أو حذف .. أرغب في ذلك ولدي فقهي ولكن مشكلتنا ليست مع اسرائيل وحدها بل مع الاعلام العربي المتصهين الذي يقف مع الجنجويد ضد الشعب السوداني والجيش.
صدقني يا مظفر .. أحيانا أثق في موقع لشخص أمريكي في نزاهته في قضايا السودان، ويفاجئني صحفي عربي شقيق بتزوير كلامي لصالح أعداء السودان حتى الاحقه بطلب الصحيح.
في هذا السياق .. كلنا ضد اسرائيل لانها دولة معتدية على السودان وضالعة في المخطط حاليا، وهذا ما أقوله منذ بداية الحرب في أي محفل حتى ولو كان يعج بالاسرائيليين وعملاؤهم من العرب .. ويجب رصد التدخل الاسرائيلي الإعلامي في السودان، وعمل مظفر مطلوب جدا ويستحق منا التأييد.
لكن ما بدر منه في حق محمد خالد أبو العمرين، خطأ واضح، أناشده تصحيحه وتوجيه ضرباته في الاتجاه السليم وبالمقدار المناسب.
أجدني أيضا أشد من أزر المؤسسات المختصة بالأمن والاعلام الخارجي، وعلى رأسها جهاز الأمن والمخابرات، فهي تقوم بواجب كبير وقد ساهمت في افتتاح بعض منصات الاعلام الخارجي من شركات ومحطات في بورتسودان في ظروف خطيرة وعصيبة، وربما يفلت تقرير أو تقريرين كما حدث، وهذه طبيعة الاعلام .. التسارع والتسابق .. ولكنها في الجملة .. هذه الأجهزة .. صاحية وواعية والحمد لله رب العالمين.
فقط ادعوهم لتنبيه الشركات الاعلامية على ضرورة التنافس الشريف حتى لا تتكرر حادثة المعلومات الخطأ عن محمد أبو العمرين.
ختاما .. التعزية للاخ محمد أبو العمرين في اخيه الشهيد أحمد وتسعة من اهله تم استهدافهم في بيت عمه، وسفك الصهاينة دماء كل من في المنزل، ولا يزال استهداف الأسرة مستمرا فقد قتل زوج أخت محمد بالأمس.
أخي مظفر .. تحتاج أن تعتذر لمحمد أبو العمرين وتعزيه .. فقد سفك الاسرائيليين دم أهله رابعة النهار.
مكي المغربي