قال لي هل تعتقد أن الشريعة الاسلامية خيار شعبي في السودان؟! قلت له نعم، وأجل، وبلى، Yes, Sure, Positive، وكل أدوات الإثبات في أي لغة؟ وقبل أن تسألني ما الدليل؟ لدي دليل قاطع!
() قحت وحمدوك حكموا ولم يلغوا حدود الشريعة الاسلامية، بالرغم من أنهم أشد القوى السياسية في معاداة الاسلاميين وقد نجحوا في إدانتهم وتلطيخهم بالوحل والاذلال لدرجة (تمريغ أنوفهم بالتراب) كما قال أحد الوزراء، وحرضوا عليهم بما يفوق الخيال، وكان لديهم تفويضا ثوريا شعبيا، ولكنهم عرفوا حدود هذا التفويض وخافوا من تحدي الشعب ولم يجيزوا سوى تعديلات تم إعداد معظمها في النظام السابق وكانت مرتبطة بالمرحلة الثانية من التفاوض مع أمريكا، والتي ورثها حمدوك من النظام السابق والذي اجتاز المرحلة الأولى بنجاح، وهي أصلا تعديلات مدروسة وفق الشريعة الاسلامية ولكن تحتاجها أمريكا لتبرر بها قرارات لصالح السودان، ولذلك كان النظام السابق يمارس البراغماتية في تقديم وتأخير التوقيت وليس في أساس التعديلات. كل الذي حدث، في فراغات هذا الجدول جاءت قحت وأضافت “بوليش” علماني وخدعت الناس في الخارج لأنه لم يكن لديها أي قدرة على مواجهة الرفض الشعبي أو المساس بالشريعة في الداخل، هي راغبة لكنها غير قادرة!
انحرافات قحت كانت قولية ولفظية وإدارية وتنفيذية ومالية، وكان هنالك مساس بالعقيدة وليس الشريعة في المناهج ثم تنصلت عن الأمر وعن (القراي) نفسه، لكنها لم تجرؤ على الغاء الشريعة الاسلامية في السودان البتة، لأن مصدر قوة الشريعة ليس حزب المؤتمر الوطني المحلول أو الذي قابله الاتحاد الافريقي .. والرجوع للحق فضيلة.
ولا يزال الجدل مستمرا …
مكي المغربي