هل تترشّح الجزائر لاحتضان كأس إفريقيا 2029؟

بعد أن منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، شهر سبتمبر الماضي، تنظيم كأس إفريقيا 2025 للمغرب، و2027 للملف المشترك، بين كينيا وتنزانيا وأوغندا، بدأ الحديثُ في أروقة “الكاف” عن البلد الذي سينظّم كأس إفريقيا 2029، خاصة وأن بعض الدول أبدت نيّتها في الترشح لاحتضان هذه المنافسة.

أوّلُ بلد أعلن رسميا نيّته تقديمَ ملف ترشحه هو الكونغو الديمقراطية، وهو ما يفتح الباب لبلدان أخرى قدّمت سابقا ملف ترشحها، على غرار نيجيريا والبنين والسنغال وبوتسوانا وربما الجزائر، التي فضّلت سحب ملفِّ ترشحها لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 و2027، لأن رئيسها الجديد، وليد صادي، كان يعلم أن “الكاف” كانت قد حسمت الأمر، وبالتالي: “الانسحاب بشرف خير من خسارة متوقعة”، بناء على منطق الكواليس واللوبيات التي تفرض قراراتها في أروقة “الكاف”.

والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح اليوم: هل تفكّر الجزائر في الترشح لهذه المنافسة القارية التي نظمتها مرّة واحدة ربيع سنة 1990 وتُوِّجت بها، أم إنها تفضل التريث واختيار الوقت المناسب وفق المعطيات التي يتم استقاؤها من داخل أروقة “الكاف”؟

الجميع في قارّتنا السمراء يعلم أن الجزائر ربما هي البلدُ الوحيد ضمن عدد قليل من البلدان المنضوية تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، التي تملك كل إمكانات احتضان منافسة بحجم كأس إفريقيا التي أصبحت تلعب بـ24 منتخبا، بدلا من 16 في النسخ السابقة، وهذا بشهادة كل مسؤولي “الكاف”، من بينهم الرئيس موتسيبي، الذي قال في العديد من المرّات: “الجزائر نظّمت بنجاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين في نسختها الأخيرة، وتستطيع دون شك أن تستضيف العرس القاري، ولها كل الإمكانات لذلك”، غير أن ما يقوله هذا المسؤول الذي تنتهي عهدته السنة القادمة وحقيقة الميدان أمران مختلفان؛ فالحقيقة أن “الكواليس” هي التي تحدِّد من سينظم مثل هذه المنافسة، وكل البلدان التي نظمت هذه المنافسة في السنوات الأخيرة لا تملك إمكانات الجزائر، إذ إن دفتر الشروط الذي تفرضه الهيئة الإفريقية، الذي يتضمّن توفير 6 ملاعب، منها ملعبان لا تقلُّ سعتهما عن 15 ألف متفرِّج، وآخران بطاقة استيعاب 20 ألف متفرِّج، بالإضافة إلى ملعبين بـ40 ألف متفرج، ومرافق أخرى من مطارات وفنادق.. كلها متواجدة، وهو ما وقف عليه مسؤولو “الكاف” حين زاروا في الجزائر عديد المناسبات، ويحتفظون في ذاكرتهم بالصور الجميلة طيلة منافسة كأس إفريقيا للاعبين المحليين.

وإذا كان ترشُّح الجزائر إلى كأس إفريقيا 2029 سابقا لأوانه، فإن التحضير لذلك أكثر من ضروري. والبداية، ستكون بإقناع أعضاء المكتب التنفيذي لـ”الكاف” بأن الجزائر ستضع كل إمكانات النجاح وفق قوانين “الكاف”، ومستعدَّة أيضا للتعاون مع كل الاتحادات الإفريقية من أجل النهوض بالكرة الإفريقية التي تواجه عراقيل عديدة، مع بعث خريطةٍ جديدة للكرة الإفريقية بتضافر جهود الجميع.

اليوم، من واجب المسؤولين عن الكرة في الجزائر العودة إلى الاستقرار المعهود، وإنهاء مهام كل الذين يعملون عكس تطوير كرتنا، وكذلك السهر على عودة المنتخب الأول إلى السكة الصحيحة مع المدرِّب الجديد الذي سيُعلن عنه هذا الأسبوع، خاصة أننا نملك خزَّانا كبيرا من اللاعبين الممتازين، الذين لا ينقصهم سوى العمل بكل صرامة للعودة إلى المستوى الكبير الذي عشناه في السنوات الأخيرة.

ياسين معلومي – الشروق الجزائرية

Exit mobile version