بعد لقاء مع ياسر العطا .. بالصور مبارك أردول: في قبضة الجنرال

في قبضة الجنرال ….
تشرفت بلقاء الاخ والصديق جنرال ياسر العطا مساعد القائد العام وعضو مجلس السيادة بعد فراق دام تقريبا عام كامل ، حيث التقيته آخر مرة في رمضان الماضي في الخرطوم، وياسر العطا ظل هو في الخرطوم هذه المدة ضمن تقسيمات مهام عسكرية ولم يبارحها دفاعاً عن المواطنين وعن دولتنا التي نحبها رغم كل شي، نحبها بدموعها ودماءها وبحروبها وجياعها وخرابها، قدم الجنرال بحماسته المعتادة وروحه المتواضعة ، يوزع القفشات ويواسي بالنكات ، لم اكن اعلم ان حضرته سيشرف الاحتفال نسبة لانه ظل داخل حدود ولاية الخرطوم لفترة طويلة، حتى اخبرني دكتور جبريل ونحن في كسلا ان الجنرال ياسر سيكون حضورا وسنستقبله بعد قليل ، ازدت حماساً لهذه المناسبة وانا أصلا قدمت في رحلة تصل تقريبا ل(٦٥٠ كلم ) على ظهر سيارة لاندكروزر رغم المرض الذي احل بي في الظهر وحرمني حتى من الجلوس ولو لساعة في مكان واحد، ولكن اعتقد دفعني شيئا ما لكي احضر دون تردد ولم احس بشي ذهابا لست ساعات وقدوما بنفس المسافة والزمن .
لو كنت اعلم من بورتسودان انه سياتي لكنت قد سافرت حتى قبل وفد العدل والمساواة، وياسر العطا ، ظل هو الوحيد ضمن زملائه لم نلتقيه ، مثل الجنرال ابراهيم جابر والجنرال البرهان والجنرال كباشي تباعاً حسب لقاءنا بهم، تعرفت على الاخ ياسر ايام كادقلي ٢٠١١م وتقاتلنا في جبال النوبة قتال شجعان عندما كان في الفرقة (١٤) وكنت ضمن مكتب الرفيق عبدالعزيز الحلو ، التقيته مجدداً في الوفد المفاوض للمجلس العسكري وكنت ضمن وفد قوى الحرية والتغيير والذي توصل الي اتفاق الشراكة المدنية العسكرية في ٢٠١٩م والتي وثقت في الوثيقة الدستورية، وطيلة فترة الانتقال احتفظنا بعلاقات ودية معه وظل دوما قريبا منا.
في حديثه في اللقاء وهو احتفال تخريج دفعة من حركة العدل والمساواة ضمن اجراءات الترتيبات الأمنية وفي معسكر الاخ والصديق الشهيد الطاهر ماكن بكسلا، قال العطا كلمات مفتاحية حقيقة كنت ابحث عن اجابات واضحة وصريحة لها، وهو مسالة بناء الجيش الوطني ، فقد وجه الفريق اول العطا وزير الدفاع بالبدء في تاسيس الجيش الوطني الذي يعبر عن كل السودان ، وهذه قضية ظلت مسار جدل وزر بها الرماد كثيرا في أعيننا واعين الكثيرين ، ان تقوم قيادة الجيش بهذا الفعل بنفسها فقد اغلقت أبواب المزايدة وفتحت أبواب الحقيقة ، نحتاج فعلا لمثل هذه التصريحات المطمئنة التي تزيل الحرج عن الكثيرين من القادة السياسيين والعسكريين القادمين من خلفيات حركات الكفاح المسلح، فعبارة (فلنقاوي) التي تردد لهم تقال لمن يخدمون في مشروع تملقاً ويخالف تطلعاتهم ، مؤكد لا احد منا بهذه الصفة ولكن ليس لأبواب المزايدة عتبات .
بناء الجيش الوطني عملية فنية معقدة ومتدرجة في نفس الوقت، امثالنا قد يتوقف عند العناوين العريضة والأهداف العامة ، ويراقبها لاحقا عبر الآليات المدنية مثل البرلمان ولجنة الأمن والدفاع وغيرها، وأما التفاصيل ستترك للمعنيين ، مثل هذا التصريح وحده كفيل بتصور اليوم الذي يعقب الحرب الجارية الان (The Day after War) ونتصور شكل الجيش الوطني الجديد، والذي عبره سيتوحد كل التراب الوطني ويتماسك الشعب ، وتاريخيا ظل الجيش هو مفتاح السياسة لذا ستكون البداية صحيحة بها.
بقية الإجابات المتعلقة بحكومة الحرب رغم انها مهمة ولكن يظل هدف مرحلي وايضاً قضية شجاعة متعلقة بتحديد أهداف الحرب وإجهاض مشروع استيلاء الإمارات على السودان او تفكيكه ظلت قضية غير علنية لفترة طويلة .
قضية الجيش جعلتنا في قبضة الجنرال وكما يقول اهلنا انتهى الكلام .
مبارك اردول
Exit mobile version