رأي ومقالات

ثقافة الطائرات.. ومقاعد النساء

ثقافةُ ركوبِ الطَّائرةِ للمسافرِينَ تحتاجُ إلى إعادةِ نظرٍ، وخاصَّةً من العنصرِ النسائيِّ، الذِي -بعكسِ الماضِي- أصبحَ يشاركُ في كافَّةِ مناحِي الحياةِ، عملًا وعلمًا.

بالماضِي، نادرًا ما تجدُ فتاةً تسافرُ بمفردِهَا على متنِ الرحلاتِ الدَّاخليَّةِ.. الآن الجميعُ يسافرُ، ولكنْ! للمرأةِ خصوصيَّتهَا، وأيضًا احترامهَا من المجتمعِ، وكذلكَ علينَا الحفاظُ على خصوصيَّتهَا من بعضِ المتطفِّلِين «ضعافِ النُّفوسِ».

وماذَا بعدُ؟!..

مشكلة تعانيها الفتاة، وأيضاً المسافرون بالرحلات، ممن لا ذنب لهم، ألا وهي أنْ تكون الفتاة أو المرأة تريد أنْ تغير مقعدها للحفاظ على خصوصيتها، بعدم الجلوس في مقعد مخصص لها مسبقاً؛ فتشاء الصدف أنْ يكون بجانبها رجل، وهذا وضع طبيعي؛ لأنَّ المسافرين الرجال أضعاف عدد النساء الموجودات بالرحلة، ومقاعد الطائرات متلاصقة، وقد تحدث حركة عفوية غير مقصودة، فتكون هناك مشكلة.كذلكَ عدم الالتزامِ بالمقعدِ، يُسبِّبُ الازدحامَ بممرِ الطائرةِ، وداخلِ طرقاتِهَا، وهناكَ كبارٌ بالسنِّ لا يحتملُون الوقوفَ.. وطبعًا هذَا لا يحدثُ إلَّا برحلاتِنَا الداخليَّةِ؛ ممَّا يُسبِّبُ مشكلةً أيضًا.

مَا هِي الحلولُ؟!.

أعتقدُ أنَّ الأمرَ بسيطٌ، حيثُ يمكنُ عن طريقِ كنترولِ الرحلةِ أو الطائرةِ -قبلَ صعودِ النِّساءِ إليها- وحسب طلب البعض يتمُّ برمجة «زرٍ بعينهِ»، فتوضعُ لهنَّ مقاعدُ متجاورةٌ.. أو قبلَ أنْ تُفتحَ الرحلةُ كذلكَ، تكونُ المقاعدُ محدَّدةً سلفًا، ومتجاورةً للنِّساءِ، ولَا يمكنُ تغييرهَا.

* خاتمة:الناقلُ الرسميُّ -»الخطوط السعوديَّة»- لديهِ الإمكانيَّاتُ العاليةُ؛ لتحقيقِ تطلُّعاتِ الجميعِ، وهي تتطوَّرُ بشكلٍ كبيرٍ داخليًّا وخارجيًّا، وكذلك بقيَّة الشَّركاتِ الاقتصاديَّةِ، ولدينَا احترامٌ لثوابتِ المجتمعِ، الذي هُو هدفُ الجميعِ لراحةِ المواطنِينَ والمواطناتِ، وخاصَّةً مَن لا تسمحُ له الظُّروفُ بمرافقةِ الزَّوجةِ، أو الابنةِ، أو الأختِ لجهةِ سفرِهَا، وهو يعلمُ أنَّ خصوصيَّتهَا مصانةٌ.

محمد المرواني – صحيفة المدينة
2033