غزة… أمة

نتساءل احيانا؛ لماذا تكرر ذكر الشام في سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبيان عودة الامة من هذه المواقع، ونتساءل عن القدس، والأقصى، وفلسطين، حتى جاء اليوم الذي نشاهد ونعايش رجالا وأطفالا ونساء يدفعون غالي الثمن من اجل قول الحق، والثبات عليه ونصرته.مخطئ من يرى كفاح غزة، ويعتقد انه من اجل وطن او دولة، نعم لا يمنع ذلك، لكن صمودهم، وصلابتهم يفوقان هدف الدولة، فهو صمود لكيان امة، ودليله ما بينه لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “بيت المقدس واكناف بيت المقدس”. نعم هذه هي نوعية الرجال والبشر الذين لا يثبت الحق ويبقى إلا بهم، وبتربيتهم الراقية الاممية. واهل غزة و”حماس” كتل بشرية تمثل قدوات تاريخية، فهم ليسوا افرادا، نعم ليسوا افرادا؛ بل كتلة بشرية تمثل قدوات تاريخيّة وليسوا افرادا فقط.كتل وجماعات تمثل الثبات الرجولي على الحق، وذلك من منطلق حسن الظن بالله تعالى، فكانت فلسطين والأقصى، وغزة و”حماس” ارض عودة الأمة الى الحق والقيادة، وكل شياطين البشر، والخونة بكل أعراقهم ومناصبهم يعلمون ذلك..

نعم، ان كان هناك في التاريخ افراد ثبتوا على الحق، وحفظوا حقوق الامة ودينها، امثال الامام ابن تيمية الذي سجن نحو 15 سنة او يزيد ظلما، حتى مات في سجنه، والف الكثير من مؤلفاته وهو في سجنه، رحمه الله تعالى.كذلك تلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى، سجن نحو 16 سنة، فصبر متوكلا على الله تعالى، وأحسن الظن فيه سبحانه تعالى، وصبر على التعذيب، فكانت كلمة الحق تعلو وتظهر رغم الغبش، تظهر لكل صاحب عقل متزن.وبالفعل تم إعلاء الحق، وتخلدت أسماؤهم وهم افراد علماء الكتل وجماعات، وكذلك امام المدينة؛ الامام مالك (رحمه الله تعالى) جلد اكثر من 300 جلدة، وشلت يده وهو عالم المدينة، إلا انه صبر من اجل تأصيل الحق، وتجذيره في الامة. اما الامام احمد فحدث ولا حرج في صبره وثباته، وصبره على اجرام المجرمين، وصبره على نفاق المنافقين، وطغيان علماء السلاطين الذين افتوا باعدامه.كبل الامام احمد بالحديد والسلاسل نحو ثلاث سنوات، وتم جلده اكثر من ثلاث مرات، وكان صابرا صائما في سجنه حتى توفاه الله تعالى.نعم، بقي هؤلاء الكبار وخلّدوا في سطور الزمن وقلوب الاجيال والتاريخ قدوات للامة، وذهب السفهاء من اعدائهم إلى مزبلة التاريخ. نعم غزة، و”حماس” واهل فلسطين، من يخونكم ويخذلكم بتآمره وصمته هو في مزبلة التاريخ مسبقا، وانتم الخالدون العائدون، والمعيدون للامة كيانها، شاء من شاء وابى من ابى، ولا نامت اعين السفهاء الخونة الجبناء.

سامي العنزي – السياسة الكويتية

Exit mobile version