هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟

هل يحبني الله رغم معصيتي؟
السؤال:
هل يمكنني أن أكون محبوبة عند الله رغم معصيتي؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فمحبة الله عز وجل للعبد تكون بقدر ما فيه من صفات يحبها الله عز وجل، والصفات التي يحبها الله قد بينها سبحانه في كتابه، ومن تلك الصفات الإحسان؛ قال تعالى {وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فمن أحسن إلى خلق الله أحبه الله، ومنها التوبة والحرص على الطهارة الظاهرة والباطنة؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} فمن أراد محبة الله فعليه أن يبادر بالتوبة ويحرص على الطهارة من وضوء وغسل والأخذ بخصال الفطرة والتنزه عن القاذورات والنجاسات، ومن تلك الصفات التوكل على الله عز وجل، وذلك بالأخذ بالأسباب ثم تفويض الأمور إلى الله؛ قال تعالى {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} وكذلك أهل العدل الذي يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا؛ قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} وعليك بفعل المأمورات واجتناب المحظورات والصبر على أقدار الله فتلك هي التقوى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} والله سبحانه يحب أهل الجهاد الذين يجاهدون في سبيل الله بما يستطيعون بأموالهم بألسنتهم بأيديهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} وعليك بالصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على قضاء الله وقدره؛ قال تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وعليك بالتواضع مع عباد الله المؤمنين فإن الله تعالى يحب من كان بتلك الصفة؛ قال سبحانه {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ} فبقدر توافر تلك الصفات فيك تكون محبة الله لك؛ أما المعصية فلا يكاد يسلم منها أحد؛ فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

الشيخ عبدالحي يوسف

Exit mobile version