زيارة البرهان إلى الجارة الشقيقة ليبيا و لقاءاته في طرابلس برئيس مجلس الدولة محمد المنفي و رئيس الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً عبد الحميد الدبيبة تعتبر زيارة مهمة للغاية و سيكون لها ما بعدها و تصب في مصلحة البلدين و الشعبين و الإستقرار في المنطقة .
تأريخيا و حتى الآن فإن معظم مهددات الأمن القومي السوداني ظلت تأتينا من تلقاء ليبيا منذ عهد القذافي :
1/ حركة يوليو 1976 التي خططت لها ( الجبهة الوطنية السودانية و هي تحالف ضم حزب الأمة و الحزب الإتحادي و حركة الأخوان المسلمين ) و قادها العميد محمد نور سعد و كادت أن تنجح في الإطاحة بنظام مايو جاءت من ليبيا التي دربت و سلحت مقاتلي الجبهة !!
2/ مهاجمة الطيران الليبي للإذاعة السودانية بأمدرمان في العام 1984 !!
3/ معظم السلاح الذي تستخدمه قبائل دارفور في صراعها ضد بعضها كان يأتي من ليبيا و تشاد !!
4/ عملية الذراع الطويل التي قامت بها حركة العدل و المساواة في العام 2008 و تمكنت فيها قوات الحركة من الوصول حتى مدخل كبري الفتيحاب تم الإعداد لها بالكامل في ليبيا تدريباً و تسليحا و تمويلا !!
5/ إستعانة الجنرال خليفة حفتر بمرتزقة من مختلف حركات دارفور المسلحة في حربه ضد الحكومة الشرعية التي انطلقت في العام 2014 مقابل المال و السلاح الذي استخدمته في حربها ضد الحكومة المركزية و لاحقاً و بعد إنقلاب 2019 إستعان بقوات من مليشيا الدعم السريع كمرتزقة !!
6/ جزء كبير من السلاح و الدعم اللوجستي و المقاتلين المرتزقة لمليشيا الدعم السريع بعد تمردها كان و ما يزال يأتي عبر ليبيا بواسطة خليفة حفتر !!
على هذه الخلفية تكتسب زيارة البرهان إلى ليبيا و الإلقاء بحكومتها الشرعية أهمية قصوى فهي تفتح الباب للتعاون بين البلدين في المجال الأمني لتعزيز فرص السلام و الإستقرار في المنطقة خاصة إذا اتفق الطرفان على إعادة تكوين و تفعيل القوات المشتركة لتأمين و حماية الحدود و منع نشاط الحركات السالبة .
الجدير بالذكر أن السودان كان ينشط ضمن مجموعة دول جوار ليبيا التي تسعى بالتعاون بينها و بين البعثات الإقليمية و الدولية على مساعدة ليبيا للخروج من أزماتها و فتراتها الإنتقالية المتطاولة التي بدأت منذ العام 2011 بعد سقوط نظام القذافي .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
26 فبراير 2024