السعودية العظمى منذ فجر التأسيس

في يومِ التَّأسيسِ نسترجعُ تاريخَ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ العريقَ، والممتدَّ منذُ عام 1727م، والذي شهدَ العديدَ من المواقفِ البطوليَّةِ والملاحمِ الخالدةِ.. دولةٌ منذُ نشأتِهَا الأُولى رفعتْ رايةَ التَّوحيدِ، فرفعَ اللهُ شأنَهَا بينَ الأممِ.. إنَّه يومُ التَّأسيسِ، وليسَ يومَ الاستقلالِ، فدولتُنَا العظيمةُ لم يرد اللهُ لهَا إلَّا العزَّ والكرامةَ، ولمْ تكنْ يومًا تحتَ الاستعمارِ.

نحنُ مَن أكرمَنَا اللهُ -جلَّ في عُلاه- بقيادةٍ حكيمةٍ لا تعرفُ إلَّا الشموخَ والصمودَ والعزيمةَ القويَّةَ، قيادةُ العاشقِ للتَّاريخِ، والأمينِ لهَذَا الكيانِ المباركِ خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه اللهُ- وها نحنُ في عهدِهِ نعيشُ احتفالاتٍ نوعيَّةً، نستحضرُ فيها تاريخنَا المجيدَ، ونعتزُّ بحاضرِنَا، ونستشرفُ مستقبلَنَا.

وستبقَى حنكةُ وسرعةُ بديهةِ سموِّ وليِّ العهدِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمان حفظه اللهُ، وزادَهُ تميُّزًا وحضورًا سياسيًّا فريدًا من نوعهِ، في هذَا العصرِ، وستبقَى شخصيَّتهُ القويَّةُ حاضرةً في أذهانِ الجميعِ، وقدوةً لكلِّ شبابِ الوطنِ وهم يعتزُّونَ بوطنِهِم العظيمِ، هذَا الحفيدُ لأسرةِ آل سعودٍ يمثِّلُ الشخصيَّةَ القياديَّةَ المعتزّ بوطنِهِ وتاريخهِ، وهذَا الشبلُ من ذاكَ الأسدِ، نحلِّقُ برؤيتنَا نحوَ النجومِ والكواكبِ، ومازالت جذورُنَا تضربُ في أعماقِ الأرضِ، وتعيدُ الاحتفاءَ بتأسيسِ وطنٍ لم يكنْ يومًا ما بهذِهِ القوَّةِ إلَّا علَى يدِ حكامِنَا آلِ سعودٍ منذُ عهدِ الإمامِ المؤسَّسِ محمدٍ بن سعودٍ -طيَّب اللهُ ثراهُ-.ثلاثة قرون تحكي قصة الكفاح والإرادة والإيمان العميق بأن هذه الجزيرة العربية لابد أن تتحد ويجتمع شتات أهلها، ويستقر أمنها، ويحيا شعبها في رخاء واستقرار بعيداً عن الحروب والعداوات والجوع والفقر، ويصنع لها مجداً وحضارة تليق بهمة السعوديين التي لا تعرف اليأس ولا الخذلان.

الإعلامُ السعوديُّ اليومَ بكلِّ كوادرِهِ ومقوِّماتِ النَّجاحِ يقدِّم لنَا صورةً مشرقةً للعملِ الاحترافيِّ عبرَ القنواتِ الرسميَّةِ والخاصَّةِ، ومن خلالِ منصَّاتِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ تشاركُ -وبقوَّةٍ- في هذهِ المناسبةِ الوطنيَّةِ الغاليةِ على قلوبِنَا، وفي متابعةٍ حثيثةٍ لكلِّ الإنتاجِ المتنوِّع عبر المواقعِ الرسميَّةِ لكلِّ مؤسَّساتِ الدولةِ تجدُ التنافسَ على أشده لنظهرَ للعالمِ مدَى اعتزازِنَا بهويتِنَا السعوديَّةِ، وبأنَّنا اليوم نعي تمامًا ماذا يعنِي وطنٌ قويٌّ بقيادتِهِ، وتلاحمٌ فريدٌ من نوعهِ مع شعبٍ أصبحَ مضربَ الأمثالِ في تميُّزهِ وعلوِّ شأنِهِ ومقامِهِ ورفعتِهِ وعزَّتِهِ. الصورةُ والكلمةُ والحرفُ والفنُّ والأزياءُ التراثيَّةُ والأكلاتُ الشعبيَّةُ ودورٌ فاعلٌ لوزارةِ الثقافةِ يتَّضحُ جليًّا في كلِّ الهيئاتِ التي تعملُ بجهدٍ كبيرٍ لتعزيزِ الهويَّةِ السعوديَّةِ في تنوُّعٍ وثراءٍ ثقافيٍّ وفكريٍّ واجتماعيٍّ يضمُّ كلَّ مناطقِ المملكةِ لتكونَ قوتنَا في وحدتِنَا معًا، في المناسباتِ الوطنيَّةِ الكُبْرَى يختفِي اسمُ المنطقةِ ويبقَى اسمُ الوطنِ، من الشِّمالِ إلى الجنوبِ، ومن الشَّرقِ إلى الغربِ تحطُّ رحالنَا في قلبِ نجدٍ في الدرعيَّة القلبِ النابضِ منذُ بزوغِ فجرِ الدولةِ السعوديَّةِ الأُولى، هناك أشرقتْ شمسُنَا ومازالتْ مشرقةً تضيءُ أرجاءَ الكونِ. نحنُ اليومَ نحصدُ ثمارَ زرعٍ غرسَهُ المؤسِّسُ ونتفيأُ ظلالَهُ، فنحمد اللهَ لأنَّها جات على ما نتمنَّى، بل أكثر ممَّا تخيَّلنَا.يومُ التَّأسيسِ يومٌ نعتزُّ فيهِ بجذورِنَا، ونعقدُ العزمَ على الاستمراريَّةِ في العطاءِ والبذلِ بكلِّ مَا نملكُ من أجلِ تحقيقِ طموحاتِنَا التي تعانقُ جبالَ طويقٍ وترتقِي لأعالِي السُّحبِ.

هذا وطنِي وطنُ الأمجادِ والأمانِ والنهضةِ والتطوُّرِ، يعملُ رجالُهُ ونساؤهُ وشبابُهُ على قلبِ رجلٍ واحدٍ، نفديه بأرواحِنَا لتكونَ دولتُنَا العظيمةُ رائدةً في كلِّ المجالاتِ.

رحمَ اللهُ المؤسِّسَ محمد بن سعود، وحفظَ اللهُ خادمَ الحرمَينِ الشَّريفَينِ وسموَّ وليِّ عهدِهِ الأمين، وأدامَ اللهُ على وطنِنَا نعمةَ الأمنِ والاستقرارِ.

منى يوسف حمدان – صحيفة المدينة

Exit mobile version