ناهد قرناص: عندي كلمة أحب اقولها
الحرب وتبعاتها جعلتني امارس نوع من التأجيل النفسي لاي حدث يمر بي ..على امل ان تهدأ الاحوال ..ونعود تاني من تاني ..لكن احيانا ..يطاوعني القلم واقول ارجع للكتابة ..زيادة على اني اصلا اعاني من متلازمة ما يطلق عليها في علم المناعة ( Delayed type hypersensitivity) (ردة الفعل المتأخر) ..وهي انني استغرق وقتا اطول من اللازم لاستوعب الأمر ومن ثم اقوم بردة فعل تجاهه ..لكن المضحك ان ردة الفعل عادة ما تكون في اتجاه غريب او على الأقل ليس متوقعا ..وهذا في حد ذاته متلازمة اخرى اسمها التغريد خارج السرب .. المهم ما علينا ..
الايام الفائتة تابعت موجة الهجوم على الفتاة التي لم تتعرف على الفنان الراحل محمد وردي ..رحمة الله تغشاه في الخالدين ..لكن تفكيري لم يذهب الى ما ذهب اليه الناس ..الحقيقة لم استغرب عدم معرفتها به ..ذلك ان اغلب الجيل الجديد لا يعرف اسماء الفنانين الذين عاصرناهم ..فقد خلقوا لزمان غير زماننا ..وحتى اؤلئك الذين يستمعون لاغنيات من القرن الماضي ..يسمعونها باصوات فنانين غير اصحابها …اذكر انني سمعت احداهن وهي تدندن باغنية (نسانا حبيبنا ) …فقلت لها (ما شاء الله ..تسمعي للعطبراوي ؟) ..فقالت لي (لا ..دي اغنية جمال فرفور)..
..قلت لبنات اخواتي مروة ومرام ..وهم المرجع العلمي لحضرتي في علوم الجيل الجديد
يا بنات ..ليه الزولة دي سألوها من الفنانين؟ هي فنانة يعني ؟ بتغني؟
طبعا الدهشة كانت هي الاجابة ..
لا يا خالتو ..الزولة دي (ميك اب ارتيست ) ..
بتاعة مكياج يعني ؟
لا يا خالتو ..الحاجة دي شغل كبير واغلب من يمارسه فنانين تشكيليين ..ولازم تاخدي فيهو كورسات وتدريب ..ووووو
يبدو ان الكثير قد فاتنا يا جماعة
خلال تلك الايام ايضا ..تابعت عبر السوشيال ميديا زواج اسطوري لسودانيين ..حاجة جميلة كدا تشرح القلب وتديك احساس ان الدنيا لم تتوقف وان على هذه الارض ما يستحق الحياة ..طبعا مثل اي ام وامراة سوادنية اصيلة تساءلت (العريس شغال شنو) ..
المرجعية العلمية قالوا الاسم بالانجليزي (انتربررررر) حاجة كدا ما فهمتها ..واستحضرت قول سمير غانم الله يرحمه (ودا حبوب ولا كبسول) ..قالوا دا معناه انه رائد اعمال
اها رجل اعمال يعني
قالوا لا ..يختلف
كيف ؟ مش الاتنين اولاد الشيخ اعمال ؟ ..قالوا رجل الاعمال يقوم بالاستثمار في فكرة موجودة ..بينما رائد الاعمال يقوم باستحداث فكرة ومن ثم يقوم بتنميتها ..شوفتوا كيف ؟
دا على داك …تذكرت حيرة امي رحمة الله عليها عندما قامت هيام ابنة اختي بتسمية ابنتها قنوان
الحاجة : قنوان دا كمان شنو ؟ وين الاسامي العادية بتاعتنا ..زينب وهجلة وصفورا ودوانة
هيام : يا حبوبة قنوان دا مذكور في القرآن ..يعني جريد النخل لما يكون شايل البلح كدا وتقيل لمان مايل
الحاجة : طيب ما كان تسميها سبيطة
اها يا جماعة الخير ..تفاصيل قولي والمجمل في كل ما ذكر أعلاه ..وقياسا على ردة فعل والدتي رحمة الله عليها ..وين الشغلانات بتاعة زمان ؟ ناس محامي ومدرس ومهندس ودكتور ..وهلم جرا ؟
لقد هرمنا يا جماعة ..وصار ينطبق علينا المثل القائل (زمانا فات ..وغناينا مات )
ناهد قرناص