رسالة في بريد السيد وزير الخارجية

سعادة السفير وزير الخارجية المكلف إجتهدت كثيراً لأجد سبباً واحداً يدعوك لتبرير قرار إعادة العلاقات بين بلادنا و الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال لقائك التنويري بالأمس مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين و الموجودين في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان !!

السيد الوزير أنت تعلم أن قرار قطع علاقات بلادنا مع إيران في عهد النظام السابق لم يتخذ عبر الأطر المؤسسية و لم يكن نابعا من مصلحتنا الوطنية بل جاء تضامنا مع المملكة العربية السعودية التي قطعت علاقاتها مع إيران في العام 2016 لأسباب تتعلق بأمنها القومي ، و بعد مهاجمة متظاهرين إيرانيين لسفارتها في طهران و قنصليتها في مشهد إحتجاجا على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي النمر الباقر النمر !!

حينها تضامن مع المملكة في قرارها بقطع العلاقات كل من :
السودان – البحرين – الصومال – جيبوتي

بينما اكتفت الإمارات بتخفيض تمثيلها لمستوى قائم بالأعمال ، و اكتفت قطر و الكويت و الأردن باستدعاء سفرائها !!

و هذا يعني أن تضامن السودان كان أقوى من تضامن دول الخليج رغم أنها يجمعها مع السعودية كيان إقليمي واحد (مجلس التعاون الخليجي) الأمر الذي أضر بمصالحه مع إيران !!

السيد الوزير أنت تعلم أن المملكة العربية السعودية نفسها قررت إستئناف علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في 10 مارس من العام الماضي 2023 و أن بقية دول الخليج لم تقطع علاقاتها معها أصلاً ، و أنت تعلم أيضاً سعادة الوزير أن إقامة علاقة مع دولة ما أو قطعها أو إعادة إستئنافها هي قرارات سيادية لا تحتاج لتبرير ، بل يجب علينا أن نبحث عن مصالحنا الوطنية حيثما وجدت .
مع خالص التقدير و الإحترام
حاج ماجد سوار
سفير سابق
15 فبراير 2024

Exit mobile version