تنظر في بيان ما يسمى بالقوى السياسية والمدنية السودانية حول كيفية تحقيق التحول الديمقراطي فتكتشف أن هذه القوى لم ينته إليها من عظة الحرب و عبرتها ولا الدقعة. فالبيان يرى في الحرب توقفا قسريا عن (اللعب) كأن تتوقف مباراة لبضع دقائق بسبب انقطاع الكهرباء ثم تستأنف حال عودتها دون وعي من اللاعبين أن الكورة سرقت اثناء انقطاع الكهرباء و أن الاستاد قد انهد جانبه بمن فيه و أن الحكم قد أصيب. علة السياسة عندنا أنها صارت سوقا للتكسب المادي يقبل عليها بعضهم إقبال (السبابة) على زريبة البهائم رأسماله (عكاز يجره و حنك حلاف سنين )..فأعجب ما في هذا البيان أنه يحدثك عن منبر للشرق و عن اتفاقية جوبا و ما حوته ثم يحدث عن مؤتمر جامع ليجيب على سؤال كيف يحكم السودان. وهذا السؤال وحده كاف ليجب ما قبله من اتفاقية جوبا ووهمة المسارات ومظالم الأقاليم.
أيها الساسة (كيفما اتفق) أفيقوا فالسودان الجديد سيكون جديدا بالفعل لأن درس الحرب يقول إنما ضيع البلاد الناشطون السياسيون (متأبطين لسلاح أو ماشين ساي يد ور ويد قدام).. شأن الناس العام لن يقربه بعد اليوم إلا من جاءه بفكرة و خلق صميم فيكون خادما الشعب لا مخدما له مضحيا من أجله لا مضحيا به.
على السادة في مؤتمر جوبا مراجعة درس الحرب الأول و عنوانه: لا شيء سيعود كما كان.
أما الدرس الثاني فهو كل مقرر محو الأمية الوظيفي: باب دليل الحيران في معرفة كيف تكون سياسيا نافعا في جمهورية السودان.
فوزي بشرى