القراءة الثلاثية لأوضاع السودان

□ قرار مجلس الشيوخ الأمريكي
□ اتفاق أديس أبابا تقدم /المليشيا الإرهابية
□ مفاوضات المنامة السرية بضغط دولي
□ (القراءة الثلاثية للمخطط الأمريكي في السودان)
□ المشهد الان يبدو أكثر وضوحا من ذي قبل بشكل فاضح.
□ المخطط الأمريكي صاحب المشروع الاصلي وصل لنتائج نهائية للحرب في السودان حتي قبل أن تنتهي، ولذلك وكما تعود دائما بدأ التحرك لتنفيذ أهدافه بناء علي المتوقع من النتائج.
□ أول هذه النتائج التي وصلوا إليها أن مخطط استلام السلطة بالقوة بواسطة حميدتي وإخضاع الجيش للأمر الواقع لم تنجح، لكنها أورثت ضغطا هائلا علي الجيش في الميدان، وعلي القيادة السودانية بتداعياتها علي المواطنين السودانيين، مما يجعل الضغط علي قادة الجيش في المنابر السرية ممكنا وذو جدوي كبير.
□ وصل لنتيجه أن استنساخ سلطة هجين بين الجيش والدعم السريع لما بعد الحرب، أصبح مستحيلا من واقع جرائم المليشيا الإرهابية،قق والرفض الشعبي الذي يمكن أن يتحول الي مقاومة مسلحة تستنسخ مٱلات طالبان في أفغانستان والشباب في الصومال والفصائل السنية والشيعية في العراق ولبنان واليمن (المقاومة الشاملة غير المتحكم فيها، ما يعني عدم ضمان اهداف المخطط المرسوم في السودان مع امكانيه دخول مستثمر مناوئ للإرادة الأمريكية في الساحة السودانية، وتحديدا الثلاثي الروسي الصيني الإيراني ما يعني ضياع البوصلة وانقلاب النتائج المرجوة).
□ وصل المخطط الأمريكي لنتيجه أن الإرادة الشعبية للانتصار تتجاوز إمكانية احتوائها بواسطة القيادة السودانية العسكرية إذا ما تم تجاهل الرغبات المتنامية في القتال الشعبي المقاوم للمليشيا، وان تشغيل هذه المقاومة هو الخطر الاكيد علي مصالح اميركا الآنية والإستراتيجية في السودان والمنطقة.
□ تبديل الخطة والاستثمار في النتائج الميدانية أصبح الآن قيد التشغيل، واهم ملامح هذه الخطة التشغيلية البديلة المنفذة الان:-
١. تبديل السلطة المرسومة لليوم التالي من الحرب من سلطة بقيادة حميدتي وقحط مع اخضاع قيادة الجيش البديلة بعد تصفية البرهان وهيئة القيادة الحالية، الي قيادة جديدة بقيادة تقدم (قحت بمسماها الجديد) والجيش بقيادته الحالية بعد إخضاعهم لإرادة المشروع الأمريكي بالتفاوض السري، ولذلك كانت المنامة وستكون منامات أخرى وجدة بثوب جديد يضم الدعم السريع كعامل ضغط، مع تسوية تأتي بشراكة (تقدم وقيادة الجيش) في السلطة، مع الاحتفاظ بكرت الضغط المسلح في تفاصيل وقف إطلاق النار وإجراءات تسريح مرنة تحتفظ بقوة صلبة تخضع لمكون (تقدم) عبر سيطرة الداعم الإقليمي الممول والمسيطر علي حميدتي ودقلو اخوان.
٢. ترتيب بيت المشروع الأمريكي بنقل القيادة من حميدتي الي حمدوك شخصيا بزينة القوى المدنية (تقدم)، وهذا ما تم ويقرأ في ثنايا اتفاق أديس أبابا الاخير بين تقدم وحميدتي، ما يعطي حمدوك تفويض ومشروعية التحدث وقيادة اتفاق السلام في إطار خطة التغير المتحكم فيه،قق ولتكملة اضلاع العملية لابد من اجلاس البرهان مع حمدوك علي طاولة تفاوض تفضي لقبول الجيش بالقوى المدنية المدعاة كشريك ساعي ومشارك في صناعة السلام عبر منبر جدة (بعد إعادة هندسته وتجاوز عقبة الاتفاق الإنساني المشدد الشروط لصالح الشعب والجيش).
٣. مواصلة الضغط المشدد والاغراء علي قيادة الجيش لقبول فتح التفاوض المؤدي لمشاركة حمدوك وحضوره في سلطة الدولة لليوم التالي للحرب، عبر دعم استمرار الحرب وتدفق الدعم العسكري لحميدتي وقوات المليشيا الإرهابية، والضغط المالي والسياسي علي السودان بعواصم المنطقة الرياض القاهرة الدوحة عواصم إيقاد وتشاد، وكل ذلك لفتح الملف السياسي في طاولة تفاوض جدة، (لاحظ تصريح جعفر حسن أمس عن أن فتح منبر تفاوض سياسي يتوقف علي لقاء تقدم البرهان ولابد من حضور الامارات ومصر لمنبر جدة ).
٤. تحييد واحتواء طموحات حميدتي ودقلو اخوان بالعقوبات والتلويح بالمحكمة الجنائية لتكون الصفقة النهائية قبوله بالسلامة الشخصية له ولأسرته مقابل خضوعه الكامل لحمدوك ومهندسي المخطط، والعمل ضمن خطتهم ما يعني توقع قبول حميدتي بشروط الاتفاق النهائي المتوقع في منبر جدة الذي سيحتفظ ببندقية الدعم السريع خلف حمدوك لضمان استمرار قادة الجيش السوداني في الالتزام بما يتفق عليه في المنامة وما يتبعها من مفاوضات سرية لاحقه.
□ المقابل المطلوب أمريكيا من قيادة الجيش والبرهان:-
١. احتواء وتحييد اثر المقاومة الشعبية المسلحة في مستويات تضمن شعبيته مع تقليل الأثر الميداني المباشر.
٢. هندسة خطط عملياتية تقطع الطريق أمام انتصار الجيش الحاسم خاصة في الخرطوم والجزيرة (تأخر نتائج العمليات لا تتناسب ووضع القوات ورغبة الانتصار وتثير شكوك شبيه بتخاذل قيادة الفرقة الأولي مدني عن المواجهة، وتشبه الهدن وتأخير العمليات الهجومية في بداية الحرب، حتي لملم التمرد خسائره وامداده وهجم بشكل شرس في اليرموك والاحتياطي المركزي المدرعات ودارفور وكردفان).
٣. ضمان تحييد الوجود الإسلامي في مرحلة ما بعد الحرب بإعادة قبض قيادات المؤتمر الوطني وكل التيار الإسلامي المؤثر حتي من غير المنتمين للحركة الإسلامية وتقديمهم لمحاكمات حقيقية عاجلة إما بتسليمهم لمحكمة لاهاي أو هندسة محاكمة محلية تشبه محاكمات القاهرة لقيادات الإخوان، تفضي لعزلهم تماما عن الحياة العامة وأحكام متطاولة تصل لعقدين من الزمان غير قابلة للعفو أو إطلاق السراح مع ادلجة قياداتهم الشابة داخل القوات النظامية بعملية إدارية واسعة تستبعدهم بوظائف خارجية مغرية أو نقل اداري يبعد أثرهم وسط الشباب المقاتل داخل مؤسسة الجيش والشرطة والأمن أو حتي إحالتهم للتقاعد وفق جداول مخططة ومرسومة بواسطة أجهزة الاستخبارات الإقليمية وجاهزة لدي حمدوك ومعاونيه المعتمدين لدي عواصم المشروع الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
٤. إعداد خطة تعافي حكومي تجعل تنفيذ اتفاق السلام ذا مقبولية شعبية، مع توفير الدعم المالي الإقليمي لهذه الخطة (لاحظ مبالغ التعويض المالي المليارية التي تم التفاوض حولها في المنامة ولاحظ نداء يونسيف بتوفير أربعة مليار للسودان).
٥. تنفيذ مطلوبات مشروع الحوكمة والسيطرة علي الدولة السودانية دستوريا وقانونيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا بخطط متوسطة وبعيدة المدى مقابل وجود البرهان علي رأس السلطة بنموذج السيسي في مصر أو قيس سعيد في تونس.
□ خيارات الشعب السوداني:-
١. الوعي والوعي الكامل بأبعاد ومخططات المشروع الغربي وإعادة تعريف ادوات فعله في الساحة السودانية وعدم الارتكان لجدليات الخلاف السياسي الموروثة وتجاوز مرارات الماضي كله و الاصطفاف علي اساس مشروع وطني معافى من الخلاف الحزبي والايدلوجي وتعريف شخوص المشروع الغربي بشكل لا جدال حوله والاستفادة من الرهان الخاسر لشباب الثورة علي قحت وحمدوك حتي لا يخدع مرتين.
٢. تنظيم المقاومة الشعبية المسلحة (المسلحة شرط النجاح) باستقلالية تامة عن السلطات الولائية والحكومية مع التنسيق المباشر مع الوحدات العسكرية للجيش والشرطة لتأمين القري والمدن والاداريات والمحليات والولايات وان يكون صوت المقاومة غير خاضع لاي تعين حكومي لضمان عدم تأثير اي ضغوط واقعة وتمارس علي قيادة الدولة حاليا ولمساعدتها عمليا في التحرر و تجاوز الضغوط الواقعه عليها بشدة بفقدان سيطرتها علي شروط المخطط المرسومة لهم، (استقلالية المقاومة تساوي استقلال السودان وتنحية الخلافات السياسية،١ وعدم قبول أي صبغة حزبية لهذه المقاومة هو الضامن الوحيد لنجاح ونجاة السودان والسودانيين من مخطط الشرق الأوسط الجديد).
٣. الضغط الشعبي المتواصل علي قيادة الجيش لتكوين حكومة كفاءات مستقلة هدفها دعم الجيش بالعتاد والسلاح النوعي وتسليح الشعب السوداني دون تحفظ وبالسرعة اللازمة وتشجيع البرهان وقيادة الجيش للمضي في طريق الصمود ومغالبة الضغوط الأمريكية والغربية والإقليمية.
٤. الاستعداد للقتال بلا هوادة، وتقديم التضحية بمؤازة الجيش ضد مليشيا الدعم الإرهابية من الخرطوم وحتي حدود السودان الدولية مع تشاد وأفريقيا الوسطى لأن معركة منقوصة لا تستخلص دارفور كلها من سيطرة التمرد يعني إعادة إنتاج الحرب علي نموذج حفتر بنغازي طرابلس الليبي.
٥. تعريف حمدوك وزمرته كقيادة بديلة لحميدتي والتعامل مع كل منتوجه الإعلامي والسياسي وتحركاته الخارجية بناء علي ذلك.
٥. الدعم السريع ينهار ودوافعه في الحرب تتراجع وقوته الصلبة تأكلت بصلابة الجيش السوداني ودحره ممكن ومقدور عليه وهو السبيل الوحيد لخلاص السودان وأمنه وامان الناس.

عامر حسن عباس

Exit mobile version