السودان غير معني بالترحيب بقرار الكونغرس الأمريكي فيما يخص جرائم ارتكبت في السودان.
إذا رغب الكونغرس الأمريكي في تعزيز العدالة في السودان ضد المليشيا التي ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية، فالمطلوب منه القيام بدور ايجابي في تحسين العلاقات الأمريكية السودانية مع السلطة الشرعية والجيش الوطني الذي يحارب المليشيا، وتقديم المساعدة للسودان لتقوية مؤسسات الدولة والاقتصاد السوداني عبر شراكات مع الجانب الأمريكي، بدلا من (معاقبة شركات زراعة ومياه وغذاء)، لأن الدولة السودانية حاليا تقوم بتنفيذ الأحكام والقصاص العادل في مواجهة القتلة الهاربين من العدالة بتجريدهم من قوتهم وأسلحتهم وأرواحهم الشريرة، كما تتولى الدولة مسئولية ضحايا المليشيا الإجرامية والحرب المفروضة على السودان.
لولا إدارة أمريكا السيئة للملف مع وكلائها الطامعين في أرض السودان وثرواته لما حدثت (مذبحة المساليت) ولا غيرها من المآسي، بل إن المجموعات حول الكونغرس، و”زعانفه” في المنظمات هم من خلقوا العلاقة البغيضة المشبوهة خلال الفترة الانتقالية بين المليشيا ومن يسمونهم في الميديا الزائفة في أمريكا “مدنيين” وهم مجرد مرتشين من هذه المليشيا، وهذه العلاقة بكل أسف قائمة حتى الآن، ولا تدار بعيدا من “الزعانف”، بل من المرتبطين بهذه الدوائر المشبوهة المتورطة في دماء السودانيين الأبرياء والنساء والأطفال حملة جوازات أمريكية وأوربية وكندية ويجب أن يكونوا خاضعين لقوانين بلادهم الجديدة ويحاسبوا على ذلك.
إذا قرر أحد وكلاء أمريكا من الدول الثرية عبر تعاون غير معلن للشعب الأمريكي مع أعضاء الكونغرس تحويل المليشيا و”حميدتي” إلى كبش فداء له بسبب ملاحقة السودان له دبلوماسيا وقانونيا فهذا لن يدفعنا للتصفيق والتطبيل لأي جهة تدعي وصاية عقابية أو قانونية على أي مجرم من المليشيا، للتغطية على جرائم أخرى ولحرمان الضحايا من العيش الكريم.
مكي المغربي