يمكن أن تؤدي ثقافة الشركة السيئة إلى تدني الأداء وضعف الروح المعنوية لدى الموظفين، وعلى المدى الطويل، قد يُحدث ترك العاملين لوظائفهم نتيجة بيئة العمل السيئة، خسائر فادحة لا يمكن تداركها.
تشير إحدى الدراسات إلى أن السلبية في مكان العمل تكلف المؤسسات حوالي 3 مليارات دولار سنوياً، وفي دراسة أخرى تبين أن المعايير والإجراءات السلبية، تقلل من كفاءة الأداء الوظيفي بنسبة تصل إلى 30%.
قد تؤدي بيئة العمل السلبية أيضاً إلى ارتفاع معدلات التغيب، وحتى ازدياد حالات العداوة أو التمييز أو النميمة، حيث يمكن أن يفقد موظفوك الثقة ببعضهم بعضاً، وينخرطوا في النزاعات.
إن أي موظف معرض لتجارب عمل سلبية في مرحلة ما من مسيرته المهنية، وبصفتك صاحب عمل أو مديراً، تقع على عاتقك مسؤولية إيجاد حل لمثل هذه المشكلات قبل أن تتفاقم، وتؤدي إلى عدم الرضا الوظيفي وانعدام التعاون، مما يؤثر سلباً في إنتاجية الموظفين. يضاف إلى ذلك أن الإرهاق الوظيفي عامل مساهم في السلبية بمكان العمل، حيث يمكن أن يسبب التوتر والقلق وغيرهما من الأعراض التي تضعف الأداء، نتائج سلبية.
بناء على المعطيات المذكورة آنفاً، قد يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي: «كيف أستطيع تقليل السلبية في مكان العمل؟».
في الواقع، يمكننا الاستفادة من تجارب الشركات العملاقة، مثل: جوجل، وفيسبوك، ومايكروسوفت، وغيرها من الشركات الناجحة عالمياً. حيث تحرص مايكروسوفت، على سبيل المثال، على دفع موظفيها إلى المخاطرة، وتشجيعهم على تقبل الفشل، والتعلم من أخطائهم، كما تمتاز بثقافة عمل متنوعة تجذب أصحاب المواهب من جميع أرجاء العالم.
إذا كنت صاحب عمل أو مشروع صغير، بوسعك أن تبدأ بخطوات صغيرة لتقليل السلبية وبناء ثقافة إيجابية في مكان العمل، من خلال تحديد أسباب السلبية أولاً، وذلك عبر تشجيع موظفيك على التحدث حين يعرفون أن بابك مفتوح لهم دائماً، ومعاملتهم بإنصاف في كل الأوقات، مع إظهار السلوك الذي تتوقعه من الموظفين متمثلاً في كونك قدوة يحتذون بها.
وفقاً لبعض التقارير العالمية، تتميز أفضل أماكن العمل بالمرح والشفافية واللطف، حيث يتمتع الموظفون بحرية التعبير عن ذاتهم، والقدرة على مشاركة أفكارهم وآرائهم وانتقاداتهم. لهذا كله، فحتى تقلل السلبية في مكان العمل، احرص على تعزيز التعاون بين الموظفين، وركز على خلق بيئة عمل مريحة يشعر فيها الجميع بالدعم والتقدير، وحاول دوماً تصحيح السلوكيات الخاطئة عبر التواصل المفتوح والتدريب المستمر بدلاً من المواجهة أو الإنذارات النهائية.
محمد القبسي – جريدة الخليج