“أحد المواطنين في قرية بلاليط من المحبين لقريته احيل الى القضاء، بعد اعتقاله بانصاف الليالي، بتهمة نشر الإشاعات والمعارضة بالصوت الحياني، لان القرية نائية، ولم تدخلها وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة بأيامنا هذي! وبعد الحبس الاحتياطي والتحفظ عليه لمدة كم شهر، تم تحويله الى قاضي القرية! وباول جلسة كان السؤال من القاضي: انت تمشي وتقول بشوارع القرية بان عيال ستين في سبعين خربوها؟
خربوها عيال الهوهو؟ خربوها الهبنتر (الهتليه)؟
قال ابن القرية المتهم: نعم خربوها سيدي القاضي، بعد ان زاد التاجر غنى وراعي الدخل المتوسط تساوى مع القاع، والفقير أكله القمل بعد ان كانوا احباب!
القاضي: هم من هم؟ المتهم: عيال الهوهو!
القاضي: أدري انهم عيال الهوهو بس هم منهم؟ المتهم: عيال ستين في سبعين اللي المناقصات ما ترسي سفنها الا على شواطئهم!
القاضي: ومن يطلعون عيال ستين في سبعين اللي بحلوقهم قفشة ذهبية؟
المتهم: اللي دمروا شوارع القرية ومرافقها الصحية من مستوصفات ومستشفيات!
القاضي: يا حاجب اطلب لي كوب ماء بكلاس مدام النفس طيبة على هذا المتهم اللي يلف ورق عنب ويدور! وانا أحذره لان صبري نفد رصيده، وان ما تكلم راح أخلي آذاني واذانه أربع! المتهم: خربوها الهبنتر يا سيدي، اللي اترسوا القرية عمالة هامشية، وسياكل، ودمروا الرياضة!
القاضي: وانا ليه ادوخ نفسي معاك؟ استلم يا حلو الملامح يابو الرمش سارح، حكمت المحكمة على المتهم بالسجن ثلاث سنوات بلياليها لرفضه ذكر اسماء الهبنتر عيال الهوهو الستين في سبعين المسؤولين عن خراب مرافق قرية بلاليط وسلامتكم”.
المتمولس: “اثبتت الدراسات ان كتمان الأسرار يرهق نفسيا لذلك راح افضح كل اهل الديوانية، واللي يسيرون عليهم، لان اهم شي صحتي”!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.
محمد خلف – كاتب كويتي
صحيفة السياسة الكويتية