جميع القطط سوداء في عتمة الظلام وفي عتمة ظلامية عقلي جميع من خالف رأيي كيزان:
هناك ثلة من كتاب لا يستطيعون أبداً الدفاع عن أفكارهم وتبرير مواقفهم سياسياً أو فكرياً أو أخلاقياً ضد أي وجهات نظر منافسة باستثناء وجهات نظر الإخوان. ولذلك فمن المفهوم (والمثير للشفقة في نفس الوقت) أنهم يكتبون ويتحدثون دائماً وكأن الصوت الآخر في المحادثة هو إخواني. وفي عتمة فقدان الأمانة الفكرية وموت الذكاء المكتسب يبدو جميع مخاليفيهم إخوان تماما كما تبدو جميع القطط سوداء في عتمة الظلام.
وإذا كان من المستحيل اتهام هذا الآخر بأنه إخواني، فيمكن اتهامه بأنه مغفل نافع في خدمة الإخوان. هذه عقلية أنانية مفرطة في النرجسية الطفولية. وهي عقلية تكفيرية تكوزن كل من أختلف رايه في قضايا الكون المعقد بنفس المنطلقات الفكرية لداعشي يري أن كل من خالف رايه كافر أو مسلم مغفل في خدمة أجندة الكفر. تبدلت توازنات الأقتصاد السياسي وظل عقل الشمول الظلامي واحدا لا يشك صاحبه ولا يراجع نفسه. إذ حل اليقين المطلق للكومبرادور المتلبرل الساعي لفردوس الغرب النيوليبرالي حيث الحقوق المضروبة محل يقين الهوس الديني الساعي للجنة أم قصر حيث الحور.
إن تقسيم عالم أفكار “الآخر” إلى إخوان ومغفلين نافعين هو احتيال فكري كامل يسمح بنفي جميع الحجج المزعجة بجرة قلم تذكر بما قاله نعوم تشومسكي عن نقاد سياسة حكومات بني إس ٠٠ رائي***ل بانهم إما معادين للسامية أو من بني يعقوب وبيبي الكارهين لانفسهم. وتكمن عبقرية هذا التدليس بانه يبصق عي كل صوت ناقد بدون أي جهد فكري والبصق أسهل ما يكون لأي فتوة لا تهمه حقيقة ولا يعنيه منطق.
كما إن جميع القطط تبدو سوداء في عتمة الظلام, في عتمة ظلامية الميتافيزيقيا المتغربنة يبدو جميع المخالفين كيزان.
معتصم اقرع